تــــقـــرأ داخل البلوق

- المنتـــظرون عقليَّاً أمّا آن لهم أن يستأنـــفوا ؟- عشر خبرات ذهبيـــة لمعلّم السّنة الأولى الابتــــدائيـــة -اسمي طـــويــــل جـــداً -كيف تتعامل مع هؤلاء الأطفال؟

الجمعة، 8 يناير 2010

مخاطر تعليم الأطفال قبل الآوان!! تجربة شخصيَّة!

بداءة جاءت(سُكينة)طفلة نديَّـة،فإذا بها تتقمص بعد حين دور الصبيّة.
___________________________________________________________
القصة ومافيها كمايلي:-
كانت طفلة تتدفق براءة،وتتقد ذكاء،يبان ذلك للوهلة الأولى لمن يقابلها في لمعان وشيطنة عينيها،نطقت أسرع من أترابها،ومشت أسرع من أترابها،ودخلت المدرسة قبل موعد أترابها،المحصلة (كبرت قبل أترابها)(وراهقت قبل أترابها)،،كانت طفولتها جميلة فقد شهدت سنوات منها،وعشت معها أروع اللحظات،إلا أنني أعتقد أن طفولتها كانت قصيرة كعمر الورود...

_______________
كانت تحب البحر والمطر،واللعب بطائرتها الورقيَّة في مزرعة جدها الواسعة،وذات يوم رأت خالتها الصغيرة هاجر (رفيقة لعبها)والتي تكبرها بسنتين ونصف تقريباً،ترتدي الزي المدرسي عند منتصف النهار لتودعها وتذهب إلى المدرسة ،ألحت على أمّها لتذهب إلى المدرسة مثل خالتهالصغيرة ،وكانت أمّها تعلم مسبقاً شيوع نظام جدديد في بلدنا يسمى(منزلية التعليم)،وهو نظام يحق فيه التحاق الطفل بالتعليم قبل سنه بسنة أوسنتين شريطة أن يتولى والداه تدريسه بالمنزل،ويتابعانه بنفسيهما،وتحت إشراف مكتب مختص تمتاز اختباراته بالصرامة والدقة،وأن تظل تلك المتابعة من قبل المكتب المختص ومن قبل الوالدين أنفسهم حتى السنة الرابعة الابتدائية،لضمان تأسيس تعليمي جيد للطفل،ثم يحق له بعد ذلك الإنخراط في التعليم النظامي،وله حرية الاختيار في الاستمرار تحت إشراف مكتب منزلية التعليم حتى إتمام الشهادة الإعدادية،ونظراً لانشغال الوالدين،فقد عهدوا بها لي كي أعلمها،ويقومان هما بمراجعة الدروس لها،ومتابعتها في مكتب الإمتحان بالحضور الشخصي الإجباري خمس زيارات في الدورة الواحدة،بمعدل زيارة كل شهر.مع العلم إنه يحق في هذا النظام للتلميذ بأن يدرس دورتين دراسيتين في السنة الواحدة مدة كل دورة خمس شهور،يفصل بينها شهر إجازة فقط في السنة،وتسمى بالدورات الشتوية والصيفية.وهذا ماحدث (لسُكينة)جاءتني وعمرها أربع سنوات ودرست دورتين دراسيتين كل سنة،فصارت تسبق أقرانها بأربع سنوات دراسية تقريباً،كان ذلك محط زهو الأهل وفخرهم..


ولم تبرزالسلبيات إلا بعد انتقالها للتعليم الحكومي النظامي
_____________________
- أمّا عن الآثار السَّلبيّة التي عانت منها (سكينة)،فهي لاتتمثل في نظري في تلك الآثار 
التي  حذر منها خبراء التّربية والتعليم عند إخراط الطفل في التعليم قبل السن القانونية (والمحددة في بلدنا ب(6سنوات)
يجب أن لاتنقص يوماً واحداً)،كتعثره في القراءة والكتابة،أوصعوبات في مسك القلم وحركة اليد المرهقة بفعل عدم
بلوغ الأعصاب الحركية لليد نموها الكامل،
فالشهادة لله نها كانت (شعلة ذكاء وحيوية)،لم أعش معها تلك الصعوبات،بل أنهاكانت تسبق أقرانها بأميال،
وتسبق معظم الأطفال الذين يكبرونها بسنوات والذي جمعهم معها نفس الفصل
وأما الذين يتفوقون عليها من الأطفال الذين يكبرونها فكانوافقط(اثنان أوثلاث)،بل أكثر من ذلك أن هؤلاء الاثنان أوالثلاث،لايبدون أنهم متفوقون عليها ظاهرياً،فعندما يأتي (الموجه التربوي)تبرز سكينة بسرعة بدهيتها،وحصافتها،تشد الانتباه،وتحصد أكثر من غيرها عبارات الثناء،ولكن...ذلك الفرق يظهر لي أنا وحدي بحكم عشرتي لها ،ومتابعتي اليومية لها،كنت أجد المتفوقين ممن هم أكبر منها سناًيفوقونها في دقة حل المسائل الرياضية،والإملاء،وكذلك مللها من كتابة الواجب في أحايين كثيرة،رغم جمال خطِّها،ودقة رسمها للحروف.


- درستها أربع دورات دراسيّة،ابتداء من الدورة الخاصة بنيل شهادة الصف الأوّل الابتدائي
حتى الدورة الرابعة للصف الرابع الابتدائي،وتم ذلك خلال سنتين فقط،مع اعتبارأنها دخلت
قبل سنها بسنتين كاملتين،فأنها كسبت من الوقت أربع سنوات كاملة.(ثمّ غادرتني إلى التعليم النظامي).
بعد سنتين تقريباً،بينما كنت استقل االسيارة صباحاً إلى المدرسة،قابلت سكينة تسيرإلى مدرستها على الأقدام،وراعني مارأيت،تلك الطفلة القصيرة القامة،تسير برفقة صبايا الأعداديةاللأتي تبدين أطول قامة منها بشكل ملحوظ،وضربت على رأسي فقد نسيت أنها بلغت الإعدادية بسرعة..وتحاكيهن في مشيتهن،وفي ضحكاتهن،وفي طريقة تسريحهن لشعرهن،ولم تعد تلك الصغيرة تلبس حقيبتها على ظهرها كما يفعل تلاميذ الابتدائية الذين من المفترض أن تكون زميلتهم في الصف الثاني الابتدائي في هكذا وقت،صارت تلبسها بأناقة على الكتف،صارت صبية قبل الآوان،وتعرفت على حياة المراهقين قبل أن تصير مراهقة.


عندها تذكرت طفولتها العذبة التي عشتها معها في الفصل الدراسي،وتذكرت صورتهاالبريئة على غلاف مجلة المدرسة..وفتحت عيني على نواح وجوانب قد نغفل عنها نحن المعلمون أيضاً،ولانستدركها إلا بالتجربة.


خاصة إذا وضعنا بالحسبان أن مجتمعاتنا لاتنمو فيها بيئات علميّة تساعد هكذا حالة على تجاوز سلبيات


التجربة. (وللحديث بقية في مقالة اخرى سأضمنها المزيد من الصورالتي تخص هذه الحالة)وستكون


تحت عنوان:(سكينة..طفلة كبرت قبل الآوان) وذلك على الرابط التالي:
اضغط  هنــــا وأطلع على المقال في الموقع الذي أحرر به



"وهذه إضافة هامة شاركني بها الأستاذ"عادل محمود" فيما يخص هذا الموضوع

أدرجها هنا بالنّص دون تغيير أوتوظيب:




عادل محمود/كاتب
Cairo /القاهرة
درس للكبـــار ...


تقدم السيدة سمار تجربة حقيقية – في مجال عملها - وكانت شاهدة لها بل وأحد أطرافها في التجربة المروية. وهي من خلال
 تلك التجربة وبحس وفهم الإنسان السوي تطرح تساؤلاً هاماً قد تفيد الإجابة عليه القائمين بوضع سياسة "تعليم الصغار" .
وأضم صوتي لصوت كاتبة المقال بأن الخسائر ستكون أفدح في حالة إرغام الأطفال علي التعلم قبل سن الست سنوات. بل علي العكس فأنني دائماً أطالب بمنح الأطفال حقهم في التعبير والتمتع بسنوات طفولتهم بعد التحاقهم بالمدارس في سن السادسة.

مالذي سيكسبه الفرد إذا خسر طفولته ؟!! مالذي سيكسبه إذا كبر قبل الأوان و"شاخ" قبل الأوان وظل دائماً علي خلاف - كالنغمة النشاز- مع أقرانه والسبب أنه أرغم علي التعلم قبل الأوان أيضاً. ما يهمني في القصة الحقيقية للسيدة سمار هو رغبة الكبار " الأهل والمعلم والمدرسة " في تشكيل وتطويع تلك العجينة اللينة "الأطفال" وفق هواهم ووفق السائد من نمط للتربية والابتعاد كلية عن التعامل معهم باعتبارهم أطفالاً لهم الحق في التمتع بطفولتهم واكتشاف ما يدور حولهم بطريقتهم وبشكل حقيقي لا زيف فيه ولا خداع.

وحين يكبر الطفل، يكون وعيه قد تشكل وكبر معه، وثقته بنفسه قد ازدادت ونضجت، وفهمه الصحيح والسليم - وليس فهم الكبار وكما يريدون له - قد تحدد. والأهم انه لن يفقد – رغم كل ذلك - تلك البذرة الطيبة، التي أودعها الله بداخله منذ طفولته، وأعني بذرة الحرية .

هناك الكثير من الدول فطنت لذلك فأعطت حقوقا لأطفالها مكتوبة ومدعومة بقوة القانون. ولأن المجتمع هناك اَمن بذلك عن وعي وثقافة وفهم، فستجد أن حقوق الأطفال في ازدياد مستمر. ولن يجرؤ أحد – هناك - علي تلويث شخصية الطفل، ولا تشكيلها كما يريد أو كما يتمني. زرت أحد تلك الدول وسميتها بدولة الأطفال.!!! . وهذا أحد الفوارق بيننا وبينهم .
وبالفعل لن يفيدنا – هنا - الابتسامات الصفراء، ولا الضحك من تحت الضرس، ولا الأحجبة التي نضعها حول أعناق الأطفال في إخفاء كذبنا المستمر، وخداعنا الدائم لهم. سيأتي يوم يدرك فيه الطفل أن شخصيته قد تشكلت بشكل خاطئ، وأن والديه ومعلمه قد ساهموا لحد بعيد في مسخ شخصيته. وأنهم قد تآمروا عليه مع الباقين ليشكلوا شخصيات هزيلة ومريضة ومشوشة لأطفالهم.



المجتمع - ولأسباب كثيرة - بارع في جهله وغبائه وتشدده الأحمق في حقن الأطفال بثقافة العيب والحرام والخوف الذي يصل لحد زرع الرعب والهلع - من الله - في قلوب الأطفال الصغيرة والخضراء. حتى أنهم يتفننون في قصص وروايات الجحيم والعذاب الذي يجهزه الله لهم، وبما يضمره من عذاب لهم حتى أنه يتتبع خطاهم بالعذاب والغضب في الدنيا، وحتى عند الموت في القبر، ثم في الآخرة بنار لا تشبع وتطلب المزيد.



سيأتي يوم للطفل، لكنه سيكون متأخرا، وسيكون قد خسر الكثير أيضا، بعدما يفقد الكثير من حريته، وإدراكه السوي، لكنه سيأتي. وسيتوجب عليه البدء من جديد في فهم الكون، وقبول الآخرين من (الناس) علي مختلف دياناتهم وأفكارهم والتعامل معهم. وفهم وإدراك العلاقة السوية وليست المريضة مع الله الرحمن الرحيم السلام اللطيف الحليم التواب النور الرؤوف الكريم العفو الهادي البديع الغفور، الجميل المحب للجمال.

اتركوا الأطفال يعيشون طفولتهم ويتمتعون بها. اتركوهم يغنون ويمرحون ويلعبون. واسمعوهم بفهم

وبقلوب سليمة.
اضغــط هنـــا وأطلع على مقالي المشترك مع الدكتور:عـــادل محمود من القاهــــرة














هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.