تــــقـــرأ داخل البلوق

- المنتـــظرون عقليَّاً أمّا آن لهم أن يستأنـــفوا ؟- عشر خبرات ذهبيـــة لمعلّم السّنة الأولى الابتــــدائيـــة -اسمي طـــويــــل جـــداً -كيف تتعامل مع هؤلاء الأطفال؟

الخميس، 14 يناير 2010

نشــوء وصُنْع وبِنَـاء المصطلحات اللُّغوية لدى الطِّفل

دراسة حول نمو وتطور المصطلح اللُّغوي لدي أطفال المرحلة الابتدائية
- مااللُّغة؟

-هل اللُّغة مَلَكَة صِناعيَّة؟

-ماذاتعرف عن لغة الطِّفل؟

-كيف تُنمي مهارة طِفلك اللُّغوية؟

- الأنشطة الاستماعيّة لدى الطفل- أنشطة الكلام والمحادثة- أنشطة القراءة -أنشطة الكتابة.
______________________
لاأرى من الذَّكاء

أن نلزم طفلاً لايزال في مرحلته الابتدائية الأولى ،بتقنين المصطلحات،أوتحديد دلالتها


اللُّغوية والعلميَّة بدقة متناهية،وهو مازال يحبو،ليرتقي درجة ٍدرجة سلم بناء مصطلحه اللغوي


فالطفل عادة وكما نعرف جميعاً يدخل المدرسة في سنته الابتدائية الأولى ؛كي يتعلم الحروف،


وقراءة الكلمات بمعانيها البسيطة والمباشرة،ثم يتدرج بعدها رويداً رويداً فيما يلي من سنوات


ليثري مخزونه اللُّغوي المباشر،ثمّ بالتدريج تعلم المعاني غير المباشرة،والتعرف على المرادفات


والمتعاكسات،حتى يرقى ذلك السُّلم بسلاسة ولايحس بعبء اللغة جاثم على كاهله،فيضيع حبه لها


ويفقد انتمائه لها.


ــ وقد اخترت لكم هذه الصُّورة الرمزية لتوضح ما أقصد،فهكذا الطفل يرتقي سلم بناء مصطلحه اللُّغوي


تماماً كتسلق هذا الصَّبي على الحبل،ويجب أن يتدرج الطفل بمفرداته فرحاً، كابتسامة هذا الطفل


لنجاحه في تسلق السُّلمات،سُلّمة إثر أخرى.


- حقيقة مادعاني للتَّطرق لهذاالموضوع،أنني كنت بحكم اشتغالي لسنوات بحقل التعليم،
أتقابل مع بعض المعلمين الذين هم برأئي غير محنكين، أوينقصهم الذّكاء الكافي لتقدير
النمو اللُّغوي للطفــل حسب تدرجه السِّني، فيسببون للطفل إرباكاً في تعلمه أكثـــر من
إفادته فعلياً،فمثلاً، قد يطالبون طفلاً لايزال في مرحلة تعلم القراءة،أوفي مرحلة تاليـة،
مرحلة محاولة تكوين جمل قصيـرة سهلة،يطالبـونه بمعاني لغويــة مضخمة خاصــة
بمرحلة تاليـة، فهناك مثلاً من يطلب من تلميـذ في سن السادسـة أوالسَّابعة أن يفصل
بالحد اللغوي بين معنى: " الأعشاب" و"الحشائش" /أوبين "التُّراب" و"الثَّرى" ...
- ولعل استهل عرضي للموضوع بكلام "ابن خلدون" ليكون خير برهان على تصوري:
جاء على لسان "ابن خلدون" في المقدمِّة:
في باب (في أن اللُّغة ملكة صناعيَّة) قال:"اعـلم أن اللُّغات كلـها شبيهة بالصِّنــاعــة،

إذ هي ملكات في اللِّسان للعبارة عن المعاني،وجودتها وقصورها بحسب تمام الملَّكة أونقصانها".

"وليس ذلك بالنَّظر إلى المفردات وإنما بالنَّظر إلى التراكيب،فإن حصلت الملَّكة التَّامة في تركيب

الألفاظ المفردة للتَّعبير بها عن المعاني المقصودة ومراعاة التَّأليف الذي يُطَبِقُ الكلام على مقتضى
الحال.
والمَّلكات لاتحدث إلا بتكرار الأفعال(فإذا لم يتكرر فمعنى ذلك إن الملكة صفة غير راسخة) ثمَّ يزيد
التِّكرار فتُّكون مَلَكَة:أي صفة راسخة".
ويتابع فيقول:"فالصَّبي يسمع استعمال المفردات في معانيها،فيلقنها أوّلاً،ثُمَّ يسمع التَّراكيب بعدها

فيلقنهاكذلك ،ثُمَّ لايزال سماعه لذلك يتجدد في كل لحظة،ومن كلِّ متكلمٍ حتى تصُّح ألسنتهم،ويستطيعوا
الوفاء بدلالاتهم اللُّغوية.
- ولوعضدنا كلام "ابن خلدون" بدراسة حديثة ظهرت خلال 5 سنوات الأخيرة تحت عنوان:لغة الطفل
فقد جزمت بأن معظم الباحثين قد اتفقوا على أن (فهم الراشدين لدى الطفل تسبق عملية استخدام اللُّغة،
فعندما تقول الأمُّ للطِّفل كلِّمة "كخ" ينتهي عما يفعل،أوإذا كلمته وهي غاضبة فهو يعي أن هذا الكلام تعبير
عن غضب،وإذا نادته فهو ينظر إليها وهكذا يُعبر الطِّفل بتعبيرات واستجابات مختلفة تدل على أنَّه يعي المطلوب.

ومن هنا فإن الطِّفل - في هذه السِّن- يفهم بعض العبارات ويستجيب لها قبل أن يستطيع استخدام اللُّغة بمعناها التَّام
وقبل أن يستطيع التَّعبير عمّا يدور في نفسه أوفي عقله تعبيراً لغويَّاً سليماً.فالطِّفل قد يستوعب عشرات الألفاظ،
ويفهم معناها جيداً،ولكنه لايستطيع استخدام هذا الكم الهائل،بل يستخدم كلِّمة واحدة مقابل كل ثماني كلِّماتٍ
يفهمها تقريباً،وذلك من واقع البحوث الَّتي أُجريت على الأطفال.وهو يستخدم الحد الأدنى اللأزم للقيام بعمليّة
التواصل والتَّفاعل مع من حوله،وبكفاءة تتلائم مع كل مرحلة عمريّة يمر بها.
فلنأت الآن بعد هذه المقدِّمة اللازمة إلى التَّعرف على مراحل تطور اللُّغة عند الطِّفل كما صُنفت علميَّاً.
____ بداية : مااللُّغة؟ ______
- يــقـول"ابــن جني"اللُّغوي الشَّهير في تعريفه للغة:


"حدُ اللُّغةأصــوات يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم.

- اصطلاحاً:اللُّغة:عبارة عن أصــوات،وهذه الأصوات تولدها حركات عضلية،

وتـــدركــهــا الأذن ومراحل النُّمو اللغوي يبدأ بالصُّراخ والصِّياح ثمَّ المناغاة
العشوائية،ثم المنتظمة، ثم دور التقليد والنُّطق، ثم ينمو القاموس اللُّغوي للطفل
تدريجياً،وترتقي لغته،وتزيد جملته تركيباً وتنسيقاً،حتى يستطيع التعبير عن
نفسه بطلاقة وتلقائية،ثُمَّ يبدأ في تذوق اللُّغة من حيث اختيار المفردات وتركيب الجملة.
-وهذه جميعها مراحل متكاملة متتابعة،كل منها مقدِّمة للأحرى ومتممة لسابقتها.
- أمّاا المراحل الَّتي تتطور فيها لغة الطفل يمكن تصنيفها على النحو التالي:
أولاً: مرحلة ماقبل الولادة: (وسبحان الله!!! )
فسلوك الأمّ في الطَّعام والشَّراب والتّريض أثناء الحمل، وحالتها النفسية عموماً
كل هذا يؤثربشكل مباشرفي الجنين،ويوفرله الهدوء النفسي والعصبي داخل رحم
أمّه أو العكس.فالحالة النفسيّة السيّئة للأم ،والأصوات المزعجة والحركات العنيفة
كل هذا يؤثر على الجهاز العصبي للجنين،وقد يكون سبباً لبعض عيوب النّطق
التي تظهر لدى الطفل بعد ذلك.
- بل أن الأمّ قد تتابع طفلها بالحديث إليه سراً وجهراً وهو في بطنها،والجنين يحسُّ
بذلك،ومن شأن هذا أن يحقق له نمواً نفسياً ولغوياً سليماً بعد الولادة.
(فسبحان الله اللَّطيف القادر!! )
ثانياً:من الولادة إلى الشَّهر الخامس تقريباً.في هذه المرحلة يعبر الطِّفل من
خلال الصَّوت والحركة،فهو يعبر عن انفعاله من خلال البكاء،والصُّراخ
والضَّحك،والابتسام،وانقباض الأسارير أو انبساطها،واحمرار الوجه أو
أصفراره،وارتعاش الجسم،ووقوف الشَّعر..إلخ.
وأوَّل مايظهر من هذه الأصوات الدالة على الألم الجسمي وعلى الجوع
وما أشبه ذلك،ثُمَّ الأصوات المعبرة عن الألم النفسي،كأصوات الحزن
والضيق والخوف..أمَّا الأصوات المعبرة عن الحالات السَّارة جسمياً
ونفسياً فلاتظهر إلا في منتصف هذه المرحلة أوفي آخرها. وفي
أواخر هذه المرحلة أيضاً تظهر الإشارة اليدوية أو الجسمية
للتعبير عما يهمه التعبير عنه.
ثالثاً:النِّصف الثَّاني من السَّنة الأولى ،وهنا يظهر اللَّعب اللَّفظي
أو اللَّغط،أو التمرينات النُّطقية.ويتألف معظمها من البداية من
أصوات لينة كحروف المد (الألف،الواو،الياء).ثُمَّ تظهر الأصوات
ذات المقاطع ذات الحروف السَّاكنة..إلخ.
- وفي هذه المرحلة تتطور أصــوات الطِّفل وإشاراته اليدوية والجسميَّة
ويختزن كثيراً من الكلمات الدالة على أكثر الأشخاص ملازمة له وأحبهم إليه.
وأكثر الأمور ضرورة له.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اضغط هنا وشاهد فيديو علمي يفسر اللُّغة عند الطفل (عن موقع اليوتوب)

رابعاً: مرحلة التَّقليد اللُّغوي من أوائل السَّنة الثَّانية إلى السَّنة الخامسة أو السَّادسة.
وفي هذه المرحلة يظهر لدى الطِّفل التَّعبير عن المعاني عن طريق محاكاة الأصوات
الإنسانية والحيوانية وأصوات الأشياء. والتعبير عن المعاني عن طريق محاكاة
الأصوات اللُّغوية. هنــــا تظهر(الوظيفة الاتصاليَّة )للغة...


خامساً: مرحلة الاستقرار اللُّغوي: وتبدأ من سن السَّادسة تقريباً،حيث تستقر
لغة الطّفل،وتتمكن أساليبها الصَّوتيَّة من لسانه،وتتكون لديه مجموعة من
العادات الكلاميَّة الملائمة للطبيعةالصَّوتيّة للُّغة،والطبيعة الصَّوتيّة للطِّفل.
__________________


- والآن فلنأت إلى الخطوة التَّالية لتعرفنا على مراحل تطور اللُّغة عند أطفالنا وهي:
-كيف ننمّي مهارة أطفالنا اللُّغوية؟
- بالتأكيد أن النُّمو اللغوي الصحيح يحتاج إلى مايمكن تسميته "النُّموذج اللُّغوي" أو "القدوة اللُّغويّة"
وهذا مايفتقده الطِّفل العربي الَّذي يُعاني من شدة التباين بين اللُّغة الفصحى الَّتي يقرأ بها المقرارات
الدِراسيّة ،واللُّغة العامية الطاغية التي تحوطه من كل جانب في البيت والشارع .
- إنَّ القرآن الكريم ،هو النَّموذج اللُّغوي المنشود،بل يُعَدُّ أرفع النَّماذج اللّغوية العربيّة
على الإطلاق الذي لابد من دفع الطفل برفق للإقبال عليه قراءة وتعلماً وحفظاً وسلوكاً.
- وللوصول بالأطفال إلى درجة استخدام اللُّغة العربيّة بطريقة صحيحة،لابد من التَّركيز على
فنون اللُّغة الرئيسية ومهاراتها الَّتي تشمل:
الاستماع -الكلام- القراءة- الكتابة
ـــ أوّلاً:الأنشطة الاستماعيّة للأطفال ــــــ
- الاستماع هو النَّشاط اللُّغوي الأوَّل عند الطَّفل:لماذا؟وكيــف؟
منذ ثمانية قرون تقريباً قال المفكر المسلم "ابن خلدون":
"السَّمع أبو الملَّكات اللِّسانيَّة"
وهذه العبارة تعني: أنم السمع أهم فنون اللُّغة ومهاراتها على الإطلاق.
فالاستماع ضروري لظهور الكلام والقراءة والكتابة فيما بعد،فهو مرحلة أولى
لفنون اللُّغة ،والدليل على ذلك أن الطِّفل الَّذي يُولد أصم أويفقد القدرة على الاستماع
في سن مبكرة،ومن ثمَّ يفقد القدرة على الكلام،فمهارة الكلام تتوقف على مهارة الاستماع
والفهم.كما أن القراءة والكتابة تتوقف على القدرة على الاستماع والكلام،وعلى هذا يمكن
ترتيب فنون اللُّغة حسب نموها الطَّبيعي لدى الأ طفال الأسوياء هكـــذا:
الاستماع- فالكلام-فالقراءة-فالكتابة
أولاً:أنشطة الاستماع:
- والمتدبر لآيات القرآن الكريم يرى أن القرآن يركزعلى طاقة السَّمع،ويجعلها الأولى
من بين طاقات الإنسان وقوى الإدراك والفهم الَّتي أودعها الله فيه،يقول الحق سبحانه
وتعالى: (واللَّه أخْرَجَكُم مِنْ بُطُونِ أمَهَاتِكم لاتَعْلَمُون شَيئاً،وجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ والأبُصَار
والأفْئِدَة لَعَلكُم تَشْكُرُون)
- من هنا لعل هناك أهداف كثيرة من وراء تدريب أطفالنا الأنشطة السّمعية منها:
1- أن يُقدر الأطفال الاستماع كفن مهم من فنون اللُّغة،وكمهارة عظيمة من مهارات
الاتصال اللُّغوي.
2- أن تنمو لديهم المهارات الأساسيّة والمعلومات الضرورية والاتجاهات الايجابيّة
لعادات الاستماع الجيد.
3- أن يكونوا قادرين على تصنيف الحقائق والأفكارالواردة في المادة المسموعة،
والمقارنة بينها،والوقوف على العلاقات بين الأفكار والقضايا المطروحة.
4- أن تنمو لديهم القدرة على توقع ماسيقوله المتحدث،وإكمال الحديث لوسكت.
5- تنمية قدرة الأطفال على التفكير الاستنتاجي،والوصول إلى المعاني غير
المباشرة في الحديث وتمييزها.
6-تنميَّة قدرة الأطفال على التّحليل والتفسير والنَّقد للمادة المسموعة،واقتراح
العلاج.
_______
ثانيَّاً:أنشطة:الكلام أوالتحدث:
من أهم أهداف الأنشطة اللُّغوية الكلاميَّة زيادة ثروة الطِّفل
من الكلمات الشفهيّة والوحدات الكلاميّة ،وتفصي ذلك فيما يلي:
- زيادة ثروة الطِّفل اللَّفظية الشفهية.
- تنميّة وعيه بمعاني الكلمات المنطوقة.
- تدريبه على تركيب الجمل المختلفة.
- تنميَّة قدرته على تنظيم الأفكار في وحدات تعبيرية من إنشائه.
- تحسين هجائه للكلمات وضبطه لنطقها.
- تطوير قدرته في عرض الموضوعات أوالقصص والحكايات.
- تعريف الطفل أن الألفاظ خادمة للمعاني،ومعبرة عنها،لذلك ينبغي
تدريب الطِّفل على الاهتمام بالأفكار والمعاني أوّلاً.ثمَّ يأتي بعد ذلك
الاهتمام بالألفاظ.
- تعريف الطّفل أن الغرض من الحديث هو أن يُعبر الطفل عن أفكاره هو،
لا عن أفكار الأب أوالأمّ أو المدرس أوغيرهم من الكبار.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً:أنشطة القراءة عند الأطفال:
- مامعنى القراءة؟
القراءة :نظر(أي تعرف) واستبصار (أي فهم وإدراك).

كون القراءة نظراً:

فهذا يعني أنّها عمليَّة تعرّف الرموز المطبوعة بالعين مع تدبرها والتفكير
فيها،ويتضمن هذا عدة مهارات فرعيَّة ،من أهمها:
1- إتقان التعرف البصري للكلمة.
2- استعمال إرشادات تُعين على فهم المعاني.
3- تحليل الكلمات..وهذا يتضمن:
(أ) التّحليل الصوتي،وهونطق الكلمة بكل حروفها.
(ب) التحليل التركيبي:وهوإدراك أجزاء الكلمة،لاشكل حروفها.
من ثمّ تحليل الجملة،وهو إدراك نوعها ومكوناتها.

كون القراءة استبصاراً:

فهذا يعني الفهم،وإدراك العلاقات بين مدلولات الألفاظ والجمل والفقرات
والأفكار والموضوعات،والوصول إلى المعاني الخفيّة أوماوراء السُّطور،
واستقراء الواقع،وحسن التَّوقع والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل.واتخاذ
القرارات،وإصدار الأحكام.
___ من أهداف تعليم القراءة عند الأطفال ــــــــــــــ
1- إدراك الرموز بالعين مع التفكر والتدبر.
2- فهم المقروء وتطبيقه على الواقع والحاضر،وتحديد موقعه من طموحات المستقبل.

3- بناء رصيــد مناسب من المفردات الَّتي تساعد على فهم الجمل التي قد تمتد إلى عدة فقرات.
4- توسيع خبرات الأطفال وإثراؤها عن طريق القراءة الواسعة في المجالات المتعددة.

5- تنميَّة النزعة الجمالية ،وترقيَّة الإحساس بالذَوق والجمال،بحيث يتمكن الأطفال من اختيار
الأساليب الجميلة ،والتَّعبيرات الشَّائقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- رابعاً:أنشــطة الكِتابـــة:
تنقسم أنشطة الأطفال الكتابية إلى قسمين:

أوَّلاً:التّعبير التحريري(وظيفي وإبداعي).
ثانياً:المهارات اللازمة لعمليّة الكتابة (الهجاء والخط والترقيم) أي: آليات الكتابة.


أوَّلاً: التعبير التحريري وأهدافه:
يهدف التعبير التحريري إلى تعليم الطفل القدرة على السِّيطرة على اللُّغة كوسيلة للتفكير
والتَّعبير والاتصال،وهذا يتُّم بتدريبه على مجموعة من المهارات منها:

1- إدراك نوعيَّة الموضوع المراد الكتابة فيه وحدوده،وتمييز ماهو مناسب أوغير مناسب
له من من المعلومات والصِّياغات اللَّفظية.
2- تدريب الطفل على البحث عن المعرفة والرجوع إلى الكتب والمراجع والمجلات والصحف إلخ.
3- تدريبه على معرفة أهدافه من الكتابة ونوع القُراء الَّذين يكتب لهم.
4- تدريبه على انتقاء المعارف وتصنيفها وتنظيمها.
5- تدريبه على ارتياد المكتبات وألفة المعاجم،والمجلة والصحيفة،ووسائل المعلومات ت الحديثة.
6- سلامة المعاني وتكاملها.
7- منطقية العرض.

ثانياً:المهارات اللازمة لعملية الكتابة:
التدريب على مهارات التّحرير (الهجاء وعلامات التَّرقيم والخطّ) يتُم بالتَّكامل مع مهارات التَّعبير
التّحريري.والسيطرة على مهارات التحرير،أي المهارات اليدوية للكتابة،تجعل الطِّفل قادراً على
أن يحوِّل التعبيرالشفهي إلى تعبير مكتوب.فالسيطرة على مهارات الهجاء تعني أن الطّفل قد ملك
القدرة على نطق الحروف وكتابتها منفردة ومتتابعة في كلمات وجمل إذا أراد أن يتصل بالآخرين
معبراً عن أفكاره كتابة.
- والسيطرة على علامات الترقيم في الكتابة تعني:أن الطّفل قد أصبح قادراً على تحويل (الاتصال
المنطوق) إلى (اتصال مكتوب)،فالفاصلة (،) في الكتابة تشير إلى الوقفة القصيرة في الحديث،
والنقطة(.) تشير ‘لى الوقفة الطويلة وانتهاء الجملة،وعلامة الاستفهام(؟)تشير إلى تساؤل المتحدث
وعلامة التعجب(!)تشير إلى الغرابة والدَّهشة الَّتي تُفهم من المتحدث،وتظهر في نغمة صوته وإيماءاته.
- والخطّ وسيلة من وسائل الاتصال الكتابي(التَّعبير) فالخط الجميل والكتابة الواضحة تساعدان الطّفل
على أن يضع أفكاره في شكل مكتوب يمكن قراءته واستيعاب مافيه بسهولة.

______ المحصلة _________


- إن كافة المهارات التي تحدثت عنها آنفاً تعتمد أساساً على (التَّدريب) والتدرج في التّعلم خطوةٍ
بخطوةٍ حسب التَّدرج السني للطفل.ويكوِّن كل ذلك بالنّهاية إتقان اللُّغة منطوقة ومقرؤة ومكتوبة.
وأرجع إلى نقطة البداية فأقول:أن قسر الطَّفل في مرحلة سنيّة معينة على أن يتفتق ذهنه على
ألفاظ،ودلالات مفردات لا تسعفه مرحلة نموه على الإيفاء بها،لهو خطأ تعليمي فادح.
- ولعل مادعاني أساساً في الخوض في هذه الدِّراسة موقف تعليمي عايشت أحداثه،عندما
حدث جدال بين أحد الأباء؛وأحد المعلمين حول إجابة السُّؤال التَّالي:
في المنهج المدرسي:- ما الخطر الزّاحف نحو الوطن العربيّ؟
- فكان أن انقسم تلاميذ السنة الرابعة الابتدائية قسمان:

- الأوّل أجاب:الخطر الصُّهيوني.

فاحتسبت له الإجابة صحيحة وربح درجة.

- والثَّاني أجاب:الخطر اليهودي.فخسردرجة.

-أما اعتراض ولي الأمر -والذي كانت إجابة طفله من الصنف الثاني-على خسارة ابنه

درجة السُّؤال،وهي في نظره صحيحة أيضاً،لأن طفله في هذه السن تتداخل وتختلط

لديه المصطلحات،وبرر ذلك بارتباط الفهم اللُّغوي عند الطِّفل بالتَّطورالعقلي والسِّني.

- و بالرجوع لكلام"ابن خلدون "في المقدِّمة،أقول:أن معه حق في تصوره إذا سلمنا
بأن عمليّــة إتقــان اللُّغة هي عمليّـــة بنـــاء،وصنــاعة.
________

- المصادر:


(1) خبرتي الشخصيّة والمواقف التعليميّة المباشرة التي عشتها.


(2) عبد الرحمن ابن خلدون،المقدِّمّة، منشورات دار الهلال،بيروت ،لبنان،1996.


(3) شاكر عبد العظيم، لغة الطِّفل، منشورات سفير،القاهرة،مصر،1992.
_________

وللاستزادة راجع:
(1) الصِّراع بين مستقرين،د:مصطفى الجوزو،مقال نشر بمجلة العربي الكويتية،العدد591،فبراير،2008.





ليست هناك تعليقات: