تــــقـــرأ داخل البلوق

- المنتـــظرون عقليَّاً أمّا آن لهم أن يستأنـــفوا ؟- عشر خبرات ذهبيـــة لمعلّم السّنة الأولى الابتــــدائيـــة -اسمي طـــويــــل جـــداً -كيف تتعامل مع هؤلاء الأطفال؟

الثلاثاء، 19 يناير 2010

الميــكروفــــون/ مكبر الصَّوت



الميكروفــون:أُذُن إصطناعيَّة تتلقى

الأصوات،وتنقلها بواسطة التَّيار الكهربائي،إلى مسماع اوإلى

مكبِّر للصوت ،يُعيد إلى الآذان ماسمعه الميكرفون.


كما تنقل طبلة الأُذن إلى عظيمات الأذن الوسطى،ماتتلَّقفه من ارتجاجات


صوتيَّة خارجيَّة،تنقل طبلة الميكرفون الإرتجاجات الصّوتيَّة إلى جهاز


حساس مؤلف من حُبيبات من الغرافيت ،وملفّ كهرطيسيّ أوشفرة من


"الكوارتز" تؤثِّر هذه الإرتجاجات في وضع وضع الجهاز،فتبدِّل مقاومته


الكهربائيّة،فيتأثّر بذلك التَّيار الذَّاهب من الميكرفون إلى المذياع .أمَّا المذياع


فيُعيد بثَّ تلك الأصوات المسموعة بلُعبة معكوسة.


وهنا تجدر الإشارة إلى أن سمَّاعة الهاتف أوالتليفون،تجمع بين المِسْماع


والميكرفون أوالمجهــار.

الأحد، 17 يناير 2010

الإنطــوائــي Introvert

الشَّخص الَّذي مصدر طاقته هــو عالمــه الدَّاخلي،ولذلك فهو يشعر براحة أكثر
إذا ماعمِل في هدوءٍ بمفرده،بعيــداً عن الآخرين،الَّذين قد يسببون له حرجاً أوقلقاً
أوأي نوع آخر من التهديد الموجه لعالمه الدَّاخلي،ولذلك فهو لايندمج بسهولة في
الأنشطة الجماعيَّة أوالتَّعلم التَّعاوني.
ويجدر بنا أن نشير هنا إلى ان التعلم التَّعاوني الذي ينادي به الكثيرون قد لايكون
ملائماً مع الانطوائيين،وينبغي أن يحذر التربويون من إرغام مفرطي الانطواء
على الإشتراك في التَّعلم التّعاوني،الأمر الذي قد يدفعهم إلى الانسحاب من المدرسة
أوالشُّعولر بالإحباط،أوالفشل في التَّعلم،أومايشبه ذلك،وعلى التَّربويين أن يدركوا
أن"التَّعلم التَّعاوني"فاعل وإيجابي مع الانبساطيين،ولكنه ذو تأثير سلبي- وأحياناً
هادم- مع مفرطي الإنطواء.
-والمتعلم الانطوائي يفضل أيضاً مراقبة أدائه ذاتيَّاًself monitoring كما يميل
إلى التَّقويـم الذَّاتي self evaluation وينبغي على التربويين استثمار هاتين
الخاصيتين عند المتعلم الانطوائي،كما يجب ألا ننظر إلى الانطوائي على أنه
متعلِّم فاشل،ولكن يلزم أن نتعامل معه على أساس أن هذا هو أسلوب التَّعلم المفضل
له،والَّذي ينجح في التَّعلم به.

تــجـــوال في مدينــــة صُبْـــراتَة الأثـــريَّــة

ربما الملل الَّذي ينتجه الفراغ هو أكثرالأسباب الَّتي دعتني إلى التَّفكيــر
في القيام ببعض الأفكار الجديدة ،وبعض الرحلات المجددة للروح..
فهاأنا عدت وحيدة طيلة النهار بالبيت بعد أن توفت وليدتي"نــور"
وكنت أنتظر أن تملأ عليّ الحياة،خاصة أنني ملزمة بعيش كل هذا
الفراغ بعد حياة أقل مايقال عنها أنها"صاخبة" دامت لعشر سنوات
ونيف في مجال تعليم الأطفال،والغوص في عوالمهم.
______________
يوم الثُّلاثاء الماضي اتجهنا ..........المزيــد في مدونتي المظلة الوردية (اضغط هنا) http://kokash.blogspot.com/

الجمعة، 15 يناير 2010

خَمْسُ أصَـــابِــعْ


كَفِّي..

كَفِّي

خَمْسُ أصابِــعْ

وِاحِـــد..اثْنَــانْ

اثْنَــانِ..ثَــلاَثَـهْ

ثَلاَثَـةٌ..أَرْبَعَـهْ

أَرْبَعَةٌ..خَمْسَهْ

مَــاأحْــلاَهَــا!

خَمْسُ أَصَــابِعْ

شَيْءٌ رَائِـــعْ

مَاأَجْمَــلَ كَفَّ الإنْسَـانْ!

كَفِّي..

كَفِّي..
"من ديوان:دو..ري..مي" للشَّاعر:فاروق سلوم



الخميس، 14 يناير 2010

نشــوء وصُنْع وبِنَـاء المصطلحات اللُّغوية لدى الطِّفل

دراسة حول نمو وتطور المصطلح اللُّغوي لدي أطفال المرحلة الابتدائية
- مااللُّغة؟

-هل اللُّغة مَلَكَة صِناعيَّة؟

-ماذاتعرف عن لغة الطِّفل؟

-كيف تُنمي مهارة طِفلك اللُّغوية؟

- الأنشطة الاستماعيّة لدى الطفل- أنشطة الكلام والمحادثة- أنشطة القراءة -أنشطة الكتابة.
______________________
لاأرى من الذَّكاء

أن نلزم طفلاً لايزال في مرحلته الابتدائية الأولى ،بتقنين المصطلحات،أوتحديد دلالتها


اللُّغوية والعلميَّة بدقة متناهية،وهو مازال يحبو،ليرتقي درجة ٍدرجة سلم بناء مصطلحه اللغوي


فالطفل عادة وكما نعرف جميعاً يدخل المدرسة في سنته الابتدائية الأولى ؛كي يتعلم الحروف،


وقراءة الكلمات بمعانيها البسيطة والمباشرة،ثم يتدرج بعدها رويداً رويداً فيما يلي من سنوات


ليثري مخزونه اللُّغوي المباشر،ثمّ بالتدريج تعلم المعاني غير المباشرة،والتعرف على المرادفات


والمتعاكسات،حتى يرقى ذلك السُّلم بسلاسة ولايحس بعبء اللغة جاثم على كاهله،فيضيع حبه لها


ويفقد انتمائه لها.


ــ وقد اخترت لكم هذه الصُّورة الرمزية لتوضح ما أقصد،فهكذا الطفل يرتقي سلم بناء مصطلحه اللُّغوي


تماماً كتسلق هذا الصَّبي على الحبل،ويجب أن يتدرج الطفل بمفرداته فرحاً، كابتسامة هذا الطفل


لنجاحه في تسلق السُّلمات،سُلّمة إثر أخرى.


- حقيقة مادعاني للتَّطرق لهذاالموضوع،أنني كنت بحكم اشتغالي لسنوات بحقل التعليم،
أتقابل مع بعض المعلمين الذين هم برأئي غير محنكين، أوينقصهم الذّكاء الكافي لتقدير
النمو اللُّغوي للطفــل حسب تدرجه السِّني، فيسببون للطفل إرباكاً في تعلمه أكثـــر من
إفادته فعلياً،فمثلاً، قد يطالبون طفلاً لايزال في مرحلة تعلم القراءة،أوفي مرحلة تاليـة،
مرحلة محاولة تكوين جمل قصيـرة سهلة،يطالبـونه بمعاني لغويــة مضخمة خاصــة
بمرحلة تاليـة، فهناك مثلاً من يطلب من تلميـذ في سن السادسـة أوالسَّابعة أن يفصل
بالحد اللغوي بين معنى: " الأعشاب" و"الحشائش" /أوبين "التُّراب" و"الثَّرى" ...
- ولعل استهل عرضي للموضوع بكلام "ابن خلدون" ليكون خير برهان على تصوري:
جاء على لسان "ابن خلدون" في المقدمِّة:
في باب (في أن اللُّغة ملكة صناعيَّة) قال:"اعـلم أن اللُّغات كلـها شبيهة بالصِّنــاعــة،

إذ هي ملكات في اللِّسان للعبارة عن المعاني،وجودتها وقصورها بحسب تمام الملَّكة أونقصانها".

"وليس ذلك بالنَّظر إلى المفردات وإنما بالنَّظر إلى التراكيب،فإن حصلت الملَّكة التَّامة في تركيب

الألفاظ المفردة للتَّعبير بها عن المعاني المقصودة ومراعاة التَّأليف الذي يُطَبِقُ الكلام على مقتضى
الحال.
والمَّلكات لاتحدث إلا بتكرار الأفعال(فإذا لم يتكرر فمعنى ذلك إن الملكة صفة غير راسخة) ثمَّ يزيد
التِّكرار فتُّكون مَلَكَة:أي صفة راسخة".
ويتابع فيقول:"فالصَّبي يسمع استعمال المفردات في معانيها،فيلقنها أوّلاً،ثُمَّ يسمع التَّراكيب بعدها

فيلقنهاكذلك ،ثُمَّ لايزال سماعه لذلك يتجدد في كل لحظة،ومن كلِّ متكلمٍ حتى تصُّح ألسنتهم،ويستطيعوا
الوفاء بدلالاتهم اللُّغوية.
- ولوعضدنا كلام "ابن خلدون" بدراسة حديثة ظهرت خلال 5 سنوات الأخيرة تحت عنوان:لغة الطفل
فقد جزمت بأن معظم الباحثين قد اتفقوا على أن (فهم الراشدين لدى الطفل تسبق عملية استخدام اللُّغة،
فعندما تقول الأمُّ للطِّفل كلِّمة "كخ" ينتهي عما يفعل،أوإذا كلمته وهي غاضبة فهو يعي أن هذا الكلام تعبير
عن غضب،وإذا نادته فهو ينظر إليها وهكذا يُعبر الطِّفل بتعبيرات واستجابات مختلفة تدل على أنَّه يعي المطلوب.

ومن هنا فإن الطِّفل - في هذه السِّن- يفهم بعض العبارات ويستجيب لها قبل أن يستطيع استخدام اللُّغة بمعناها التَّام
وقبل أن يستطيع التَّعبير عمّا يدور في نفسه أوفي عقله تعبيراً لغويَّاً سليماً.فالطِّفل قد يستوعب عشرات الألفاظ،
ويفهم معناها جيداً،ولكنه لايستطيع استخدام هذا الكم الهائل،بل يستخدم كلِّمة واحدة مقابل كل ثماني كلِّماتٍ
يفهمها تقريباً،وذلك من واقع البحوث الَّتي أُجريت على الأطفال.وهو يستخدم الحد الأدنى اللأزم للقيام بعمليّة
التواصل والتَّفاعل مع من حوله،وبكفاءة تتلائم مع كل مرحلة عمريّة يمر بها.
فلنأت الآن بعد هذه المقدِّمة اللازمة إلى التَّعرف على مراحل تطور اللُّغة عند الطِّفل كما صُنفت علميَّاً.
____ بداية : مااللُّغة؟ ______
- يــقـول"ابــن جني"اللُّغوي الشَّهير في تعريفه للغة:


"حدُ اللُّغةأصــوات يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم.

- اصطلاحاً:اللُّغة:عبارة عن أصــوات،وهذه الأصوات تولدها حركات عضلية،

وتـــدركــهــا الأذن ومراحل النُّمو اللغوي يبدأ بالصُّراخ والصِّياح ثمَّ المناغاة
العشوائية،ثم المنتظمة، ثم دور التقليد والنُّطق، ثم ينمو القاموس اللُّغوي للطفل
تدريجياً،وترتقي لغته،وتزيد جملته تركيباً وتنسيقاً،حتى يستطيع التعبير عن
نفسه بطلاقة وتلقائية،ثُمَّ يبدأ في تذوق اللُّغة من حيث اختيار المفردات وتركيب الجملة.
-وهذه جميعها مراحل متكاملة متتابعة،كل منها مقدِّمة للأحرى ومتممة لسابقتها.
- أمّاا المراحل الَّتي تتطور فيها لغة الطفل يمكن تصنيفها على النحو التالي:
أولاً: مرحلة ماقبل الولادة: (وسبحان الله!!! )
فسلوك الأمّ في الطَّعام والشَّراب والتّريض أثناء الحمل، وحالتها النفسية عموماً
كل هذا يؤثربشكل مباشرفي الجنين،ويوفرله الهدوء النفسي والعصبي داخل رحم
أمّه أو العكس.فالحالة النفسيّة السيّئة للأم ،والأصوات المزعجة والحركات العنيفة
كل هذا يؤثر على الجهاز العصبي للجنين،وقد يكون سبباً لبعض عيوب النّطق
التي تظهر لدى الطفل بعد ذلك.
- بل أن الأمّ قد تتابع طفلها بالحديث إليه سراً وجهراً وهو في بطنها،والجنين يحسُّ
بذلك،ومن شأن هذا أن يحقق له نمواً نفسياً ولغوياً سليماً بعد الولادة.
(فسبحان الله اللَّطيف القادر!! )
ثانياً:من الولادة إلى الشَّهر الخامس تقريباً.في هذه المرحلة يعبر الطِّفل من
خلال الصَّوت والحركة،فهو يعبر عن انفعاله من خلال البكاء،والصُّراخ
والضَّحك،والابتسام،وانقباض الأسارير أو انبساطها،واحمرار الوجه أو
أصفراره،وارتعاش الجسم،ووقوف الشَّعر..إلخ.
وأوَّل مايظهر من هذه الأصوات الدالة على الألم الجسمي وعلى الجوع
وما أشبه ذلك،ثُمَّ الأصوات المعبرة عن الألم النفسي،كأصوات الحزن
والضيق والخوف..أمَّا الأصوات المعبرة عن الحالات السَّارة جسمياً
ونفسياً فلاتظهر إلا في منتصف هذه المرحلة أوفي آخرها. وفي
أواخر هذه المرحلة أيضاً تظهر الإشارة اليدوية أو الجسمية
للتعبير عما يهمه التعبير عنه.
ثالثاً:النِّصف الثَّاني من السَّنة الأولى ،وهنا يظهر اللَّعب اللَّفظي
أو اللَّغط،أو التمرينات النُّطقية.ويتألف معظمها من البداية من
أصوات لينة كحروف المد (الألف،الواو،الياء).ثُمَّ تظهر الأصوات
ذات المقاطع ذات الحروف السَّاكنة..إلخ.
- وفي هذه المرحلة تتطور أصــوات الطِّفل وإشاراته اليدوية والجسميَّة
ويختزن كثيراً من الكلمات الدالة على أكثر الأشخاص ملازمة له وأحبهم إليه.
وأكثر الأمور ضرورة له.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اضغط هنا وشاهد فيديو علمي يفسر اللُّغة عند الطفل (عن موقع اليوتوب)

رابعاً: مرحلة التَّقليد اللُّغوي من أوائل السَّنة الثَّانية إلى السَّنة الخامسة أو السَّادسة.
وفي هذه المرحلة يظهر لدى الطِّفل التَّعبير عن المعاني عن طريق محاكاة الأصوات
الإنسانية والحيوانية وأصوات الأشياء. والتعبير عن المعاني عن طريق محاكاة
الأصوات اللُّغوية. هنــــا تظهر(الوظيفة الاتصاليَّة )للغة...


خامساً: مرحلة الاستقرار اللُّغوي: وتبدأ من سن السَّادسة تقريباً،حيث تستقر
لغة الطّفل،وتتمكن أساليبها الصَّوتيَّة من لسانه،وتتكون لديه مجموعة من
العادات الكلاميَّة الملائمة للطبيعةالصَّوتيّة للُّغة،والطبيعة الصَّوتيّة للطِّفل.
__________________


- والآن فلنأت إلى الخطوة التَّالية لتعرفنا على مراحل تطور اللُّغة عند أطفالنا وهي:
-كيف ننمّي مهارة أطفالنا اللُّغوية؟
- بالتأكيد أن النُّمو اللغوي الصحيح يحتاج إلى مايمكن تسميته "النُّموذج اللُّغوي" أو "القدوة اللُّغويّة"
وهذا مايفتقده الطِّفل العربي الَّذي يُعاني من شدة التباين بين اللُّغة الفصحى الَّتي يقرأ بها المقرارات
الدِراسيّة ،واللُّغة العامية الطاغية التي تحوطه من كل جانب في البيت والشارع .
- إنَّ القرآن الكريم ،هو النَّموذج اللُّغوي المنشود،بل يُعَدُّ أرفع النَّماذج اللّغوية العربيّة
على الإطلاق الذي لابد من دفع الطفل برفق للإقبال عليه قراءة وتعلماً وحفظاً وسلوكاً.
- وللوصول بالأطفال إلى درجة استخدام اللُّغة العربيّة بطريقة صحيحة،لابد من التَّركيز على
فنون اللُّغة الرئيسية ومهاراتها الَّتي تشمل:
الاستماع -الكلام- القراءة- الكتابة
ـــ أوّلاً:الأنشطة الاستماعيّة للأطفال ــــــ
- الاستماع هو النَّشاط اللُّغوي الأوَّل عند الطَّفل:لماذا؟وكيــف؟
منذ ثمانية قرون تقريباً قال المفكر المسلم "ابن خلدون":
"السَّمع أبو الملَّكات اللِّسانيَّة"
وهذه العبارة تعني: أنم السمع أهم فنون اللُّغة ومهاراتها على الإطلاق.
فالاستماع ضروري لظهور الكلام والقراءة والكتابة فيما بعد،فهو مرحلة أولى
لفنون اللُّغة ،والدليل على ذلك أن الطِّفل الَّذي يُولد أصم أويفقد القدرة على الاستماع
في سن مبكرة،ومن ثمَّ يفقد القدرة على الكلام،فمهارة الكلام تتوقف على مهارة الاستماع
والفهم.كما أن القراءة والكتابة تتوقف على القدرة على الاستماع والكلام،وعلى هذا يمكن
ترتيب فنون اللُّغة حسب نموها الطَّبيعي لدى الأ طفال الأسوياء هكـــذا:
الاستماع- فالكلام-فالقراءة-فالكتابة
أولاً:أنشطة الاستماع:
- والمتدبر لآيات القرآن الكريم يرى أن القرآن يركزعلى طاقة السَّمع،ويجعلها الأولى
من بين طاقات الإنسان وقوى الإدراك والفهم الَّتي أودعها الله فيه،يقول الحق سبحانه
وتعالى: (واللَّه أخْرَجَكُم مِنْ بُطُونِ أمَهَاتِكم لاتَعْلَمُون شَيئاً،وجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ والأبُصَار
والأفْئِدَة لَعَلكُم تَشْكُرُون)
- من هنا لعل هناك أهداف كثيرة من وراء تدريب أطفالنا الأنشطة السّمعية منها:
1- أن يُقدر الأطفال الاستماع كفن مهم من فنون اللُّغة،وكمهارة عظيمة من مهارات
الاتصال اللُّغوي.
2- أن تنمو لديهم المهارات الأساسيّة والمعلومات الضرورية والاتجاهات الايجابيّة
لعادات الاستماع الجيد.
3- أن يكونوا قادرين على تصنيف الحقائق والأفكارالواردة في المادة المسموعة،
والمقارنة بينها،والوقوف على العلاقات بين الأفكار والقضايا المطروحة.
4- أن تنمو لديهم القدرة على توقع ماسيقوله المتحدث،وإكمال الحديث لوسكت.
5- تنمية قدرة الأطفال على التفكير الاستنتاجي،والوصول إلى المعاني غير
المباشرة في الحديث وتمييزها.
6-تنميَّة قدرة الأطفال على التّحليل والتفسير والنَّقد للمادة المسموعة،واقتراح
العلاج.
_______
ثانيَّاً:أنشطة:الكلام أوالتحدث:
من أهم أهداف الأنشطة اللُّغوية الكلاميَّة زيادة ثروة الطِّفل
من الكلمات الشفهيّة والوحدات الكلاميّة ،وتفصي ذلك فيما يلي:
- زيادة ثروة الطِّفل اللَّفظية الشفهية.
- تنميّة وعيه بمعاني الكلمات المنطوقة.
- تدريبه على تركيب الجمل المختلفة.
- تنميَّة قدرته على تنظيم الأفكار في وحدات تعبيرية من إنشائه.
- تحسين هجائه للكلمات وضبطه لنطقها.
- تطوير قدرته في عرض الموضوعات أوالقصص والحكايات.
- تعريف الطفل أن الألفاظ خادمة للمعاني،ومعبرة عنها،لذلك ينبغي
تدريب الطِّفل على الاهتمام بالأفكار والمعاني أوّلاً.ثمَّ يأتي بعد ذلك
الاهتمام بالألفاظ.
- تعريف الطّفل أن الغرض من الحديث هو أن يُعبر الطفل عن أفكاره هو،
لا عن أفكار الأب أوالأمّ أو المدرس أوغيرهم من الكبار.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً:أنشطة القراءة عند الأطفال:
- مامعنى القراءة؟
القراءة :نظر(أي تعرف) واستبصار (أي فهم وإدراك).

كون القراءة نظراً:

فهذا يعني أنّها عمليَّة تعرّف الرموز المطبوعة بالعين مع تدبرها والتفكير
فيها،ويتضمن هذا عدة مهارات فرعيَّة ،من أهمها:
1- إتقان التعرف البصري للكلمة.
2- استعمال إرشادات تُعين على فهم المعاني.
3- تحليل الكلمات..وهذا يتضمن:
(أ) التّحليل الصوتي،وهونطق الكلمة بكل حروفها.
(ب) التحليل التركيبي:وهوإدراك أجزاء الكلمة،لاشكل حروفها.
من ثمّ تحليل الجملة،وهو إدراك نوعها ومكوناتها.

كون القراءة استبصاراً:

فهذا يعني الفهم،وإدراك العلاقات بين مدلولات الألفاظ والجمل والفقرات
والأفكار والموضوعات،والوصول إلى المعاني الخفيّة أوماوراء السُّطور،
واستقراء الواقع،وحسن التَّوقع والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل.واتخاذ
القرارات،وإصدار الأحكام.
___ من أهداف تعليم القراءة عند الأطفال ــــــــــــــ
1- إدراك الرموز بالعين مع التفكر والتدبر.
2- فهم المقروء وتطبيقه على الواقع والحاضر،وتحديد موقعه من طموحات المستقبل.

3- بناء رصيــد مناسب من المفردات الَّتي تساعد على فهم الجمل التي قد تمتد إلى عدة فقرات.
4- توسيع خبرات الأطفال وإثراؤها عن طريق القراءة الواسعة في المجالات المتعددة.

5- تنميَّة النزعة الجمالية ،وترقيَّة الإحساس بالذَوق والجمال،بحيث يتمكن الأطفال من اختيار
الأساليب الجميلة ،والتَّعبيرات الشَّائقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
- رابعاً:أنشــطة الكِتابـــة:
تنقسم أنشطة الأطفال الكتابية إلى قسمين:

أوَّلاً:التّعبير التحريري(وظيفي وإبداعي).
ثانياً:المهارات اللازمة لعمليّة الكتابة (الهجاء والخط والترقيم) أي: آليات الكتابة.


أوَّلاً: التعبير التحريري وأهدافه:
يهدف التعبير التحريري إلى تعليم الطفل القدرة على السِّيطرة على اللُّغة كوسيلة للتفكير
والتَّعبير والاتصال،وهذا يتُّم بتدريبه على مجموعة من المهارات منها:

1- إدراك نوعيَّة الموضوع المراد الكتابة فيه وحدوده،وتمييز ماهو مناسب أوغير مناسب
له من من المعلومات والصِّياغات اللَّفظية.
2- تدريب الطفل على البحث عن المعرفة والرجوع إلى الكتب والمراجع والمجلات والصحف إلخ.
3- تدريبه على معرفة أهدافه من الكتابة ونوع القُراء الَّذين يكتب لهم.
4- تدريبه على انتقاء المعارف وتصنيفها وتنظيمها.
5- تدريبه على ارتياد المكتبات وألفة المعاجم،والمجلة والصحيفة،ووسائل المعلومات ت الحديثة.
6- سلامة المعاني وتكاملها.
7- منطقية العرض.

ثانياً:المهارات اللازمة لعملية الكتابة:
التدريب على مهارات التّحرير (الهجاء وعلامات التَّرقيم والخطّ) يتُم بالتَّكامل مع مهارات التَّعبير
التّحريري.والسيطرة على مهارات التحرير،أي المهارات اليدوية للكتابة،تجعل الطِّفل قادراً على
أن يحوِّل التعبيرالشفهي إلى تعبير مكتوب.فالسيطرة على مهارات الهجاء تعني أن الطّفل قد ملك
القدرة على نطق الحروف وكتابتها منفردة ومتتابعة في كلمات وجمل إذا أراد أن يتصل بالآخرين
معبراً عن أفكاره كتابة.
- والسيطرة على علامات الترقيم في الكتابة تعني:أن الطّفل قد أصبح قادراً على تحويل (الاتصال
المنطوق) إلى (اتصال مكتوب)،فالفاصلة (،) في الكتابة تشير إلى الوقفة القصيرة في الحديث،
والنقطة(.) تشير ‘لى الوقفة الطويلة وانتهاء الجملة،وعلامة الاستفهام(؟)تشير إلى تساؤل المتحدث
وعلامة التعجب(!)تشير إلى الغرابة والدَّهشة الَّتي تُفهم من المتحدث،وتظهر في نغمة صوته وإيماءاته.
- والخطّ وسيلة من وسائل الاتصال الكتابي(التَّعبير) فالخط الجميل والكتابة الواضحة تساعدان الطّفل
على أن يضع أفكاره في شكل مكتوب يمكن قراءته واستيعاب مافيه بسهولة.

______ المحصلة _________


- إن كافة المهارات التي تحدثت عنها آنفاً تعتمد أساساً على (التَّدريب) والتدرج في التّعلم خطوةٍ
بخطوةٍ حسب التَّدرج السني للطفل.ويكوِّن كل ذلك بالنّهاية إتقان اللُّغة منطوقة ومقرؤة ومكتوبة.
وأرجع إلى نقطة البداية فأقول:أن قسر الطَّفل في مرحلة سنيّة معينة على أن يتفتق ذهنه على
ألفاظ،ودلالات مفردات لا تسعفه مرحلة نموه على الإيفاء بها،لهو خطأ تعليمي فادح.
- ولعل مادعاني أساساً في الخوض في هذه الدِّراسة موقف تعليمي عايشت أحداثه،عندما
حدث جدال بين أحد الأباء؛وأحد المعلمين حول إجابة السُّؤال التَّالي:
في المنهج المدرسي:- ما الخطر الزّاحف نحو الوطن العربيّ؟
- فكان أن انقسم تلاميذ السنة الرابعة الابتدائية قسمان:

- الأوّل أجاب:الخطر الصُّهيوني.

فاحتسبت له الإجابة صحيحة وربح درجة.

- والثَّاني أجاب:الخطر اليهودي.فخسردرجة.

-أما اعتراض ولي الأمر -والذي كانت إجابة طفله من الصنف الثاني-على خسارة ابنه

درجة السُّؤال،وهي في نظره صحيحة أيضاً،لأن طفله في هذه السن تتداخل وتختلط

لديه المصطلحات،وبرر ذلك بارتباط الفهم اللُّغوي عند الطِّفل بالتَّطورالعقلي والسِّني.

- و بالرجوع لكلام"ابن خلدون "في المقدِّمة،أقول:أن معه حق في تصوره إذا سلمنا
بأن عمليّــة إتقــان اللُّغة هي عمليّـــة بنـــاء،وصنــاعة.
________

- المصادر:


(1) خبرتي الشخصيّة والمواقف التعليميّة المباشرة التي عشتها.


(2) عبد الرحمن ابن خلدون،المقدِّمّة، منشورات دار الهلال،بيروت ،لبنان،1996.


(3) شاكر عبد العظيم، لغة الطِّفل، منشورات سفير،القاهرة،مصر،1992.
_________

وللاستزادة راجع:
(1) الصِّراع بين مستقرين،د:مصطفى الجوزو،مقال نشر بمجلة العربي الكويتية،العدد591،فبراير،2008.





السبت، 9 يناير 2010

المنتـــظــرون عقليَّاً...أما آن لهم أن يستــأنفوا؟!!!

- من هم المنتظرون عقليَّاً ؟وماهي مشكلتهم؟كيف نحلها معهم؟

المنتظرون عقليَّا   Mentally waiting 
وهــولاء تكــون لديهم أفكــار خاصــة بهم ينتظرون لحظـة عرضـها على المعلِّم
وبقيَّة الطُّلاب،ومن ثم فهم ينشغلون جزئياً عما يُدرس لهم.ومن ثم نجدهم يريدون
أن يلتقطوا خيط الحديــث بأي شكل،عندما تـسنح لهم الفرصـة بذلك.وعـــــادة
ماتكون نسبة عالية من هؤلاء الطلاب من "المتفوقين تحصيلياً".

خط ساخن..لتلقي شكاوي جرائم الواجبات المدرسية!!

- اليـــوم /السبت /9/1/2010 أوَّل أيـــام عطـــلة نصف العــام لتلاميذ المراحل الابتدائية
  والأساسيّة في ليبيا،(عبــد المؤمن) طفل في التاسعة من عمره،مصاب بالاكتئاب تقريباً
   من تكدس الفروض المدرسية الَّتي لاداعي لها في أيام إجازة التلاميذوتنفيسهم.يصرخ:
 "معلّمة الرياضيات،كلفتنا بكتابة جدول 2عشرة مرات،جدول3عشرة مرات، جدول 4
 عشر مرات، ....إلى جدول 10،معلِّمة اللُّغة العربيَّة:كتابة الدرس من أوّله لآخره خمس
  مرات،معلِّمة الدِّين،كتابة السُّور القرآنية كلَّها ثلاث مرات....
 بالاضافــة لباقي المواد ويتسأل:هل العطلة للواجب أم للترفيه والرحلات؟


- بصراحة:لقدتأسفت لحاله كثيــراً، وتمنيت وجود خط ساخن لتلقي الشكاوي لمحاربة جرائم الطفولة هذه
   وبالصدفة وجدت بالانترنتيت الخبــــر الرائع التالي:
 * طفل أمريكي يسعى لمنع الواجبات المدرسية بالقانون*
هل كلّفك المدرس إنجاز فروض مدرسية في المنزل؟.. سؤال يؤرق كثير من أطفال المدارس؛ تسأله الأم لطفلها بعد يوم شاق في المدرسة.. لكن طفلا أمريكيا قد يزيل هذا الأرق عن نظرائه الأمريكيين، مستندا في ذلك إلى مادة في الدستور الأمريكي اكتشفها بنفسه.بان برافاتو -التلميذ بمدرسة ابتدائية بنيويورك، ذي الحادية عشر ربيعا- تحدى وبقوة أكثر الاعتقادات شيوعا بأن الأطفال يحتاجون إلى واجبات مدرسية..حملة برافاتو ضد الواجبات "الفروض"المدرسية، بدأت عندما كلف ببحث بسيط، فخلال الدرس الإنجليزي -بالمدرسة الابتدائية في سلدان بنيويورك- كتب بان عن شيء لطالما كرهه: الفروض المدرسية.وقال برافاتوا في
مقطع من كتابته: "الفروض المدرسية تسند لأطفال مثلي بدون استشارتنا.. وبالتالي هي نوع من العبودية؛ التي ألغيت
 مع التعديل الثالث عشر للدستور، وبموجبه فإن كل مدرسة في الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخالف القانون خلال 143 سنة الماضية".. ثم أرسل بان نسخة من بحثه إلى جريدة دايلي نيويورك، وعُمم بعدها على صفحات الإنترنت والبرامج الحوارية..
وهكذا ولد بطل معاند ومشاكس.ويرى برافاتو أن المدرسة يجب أن تبقى في المدرسة، وعندما يأتي بها التلميذ إلى البيت تحدث المشاكل.مدرسون اعتبروا ما قاله برافاتو ضربا من الكفر، بينما أكد آخرون أنه على حق؛ ومن بينهم نانسي كاليش، كاتبة ومؤلفة كتاب "القضية ضد الواجبات المدرسية"، تقول نانسي: كما أشار برافاتو لا يوجد رابط بين الفروض المدرسية وتحقيق النجاح في المدرسة الابتدائية، ورغم ذلك تؤكد "أن بان قام حقا بواجباته المدرسية".وهناك تقارير أخرى -بحسب نشرة mbc ليوم السبت 21 فبراير/ شباط- تؤكد أن الأطفال الذين يقضون من ستين إلى تسعين دقيقة في أداء الفروض المدرسية خلال المرحلة المتوسطة وساعتين في المرحلة الثانوية تكون نتائجهم أضعف من غيرهم.يضيف برافاتو: لدي عريضة وسأحاول الحصول على قانون يمنع القيام بالفروض المدرسية، ويتساءل: إذا ما قمت بفرضك المدرسي ثم نسيته، فلماذا تقوم به أصلا؟.. ويسعى إلى إرسال نسخة من دراسته للكونجرس، كما أنه يسعى إلى الحصول على مساندة الجميع، باستثناء مديرة مدرسته.
- فهيـــا بنا جميعاً ننضم حملة ضد الفروض المدرسية؟على الأقـــل في فترة العطلات والإجـــازات،  ويوم الجمعة.

مــصــطــلــحـــات تعليــــميــة ونفسيــــة

1- العمر الزَّمني:chronological age 
    هـــو الزَّمن الَّذي مضى منذ ولادة الفـــرد إلى وقت الاختبــــار.
_____________
2- العمر المدرسي:
   هو السِّن الَّتي يسمح عندها الأطفال بدخول مرحلة التَّعليم العام.
_____________
3-العمر العقلي:
  هو العمر المكافئ لمتوسط ذكاء أفراد عمرهم الزمني واحد.
_____________
4-العمر التَّعليمي:
   هو متوسط درجات تحصيل التِّلميذ في المواد الدراسيَّة مقارناً
   بمتوسط التحصيـــل  في عمر زمني معين في المدرسة.
____________
5- العمر التحصيلي:
     هو العمر الذي يتعيـن بالحصــول على متوسط الدرجات
    الَّتي يحصل عليها أفراد عمر زمني مافي اختـــبــارهم
    في مــــادة معيــــنــة.
___________
6-العمر القرائي:
   هـــــو تعبيــرعن قدرة الفــرد على القراءة  مقيــسة
 بالعمر الزمني الَّذي يساوي هذا المستــوى من القدرة.
__________
7-الـدرامـا التَّـربـويَّـة:Educational dramatization  
   وهـــو نشاط ينــطوي على تقليــد أوتمثيـــل مواقف
   واقعيــة من الحياة،ولوبصورة مبسطة،ومن خـلال
   مشاركة الطُّلاب في أحداثها بقيامهم بأدوار محددة.
__________
8-قبـــول الأقـــران:peer accptance 
    القبــول الَّذي يحظى به الفرد لدى أقرانه،ويــظهر
    ذلك في اشتــراكه في منــــاشطهم،وامتـــداحـهم
   لانجازاتــه،واستــماعهم لأفكـــاره.
  _________
9- جماعــة الأقـــران:
   هي جماعــة يتقارب أفرادهــا في مستـوى النــمو
  والعمروالأوضــــاع الاجتـماعيَّــة والاقتــصاديَّــة
   والتـعليِّميــة.
___________
10- الفكاهة (المزاح)       Humour 
هي:أي شئ يقال او يشاهد يثير الابتــسام والضحك
 لدى الفرد،ويكون وقعه فجأئياً عليه،وهي تـستخدم
 أثناء التدريس لأغراض متعددة،منها:تـسهيل فهم
 الطُّلاب لمعلومة مفيدة،أوإزالة التــوتر والسأم لدى
 الطُّلاب،أوإثارة الانتباه والاهتمام لديـهم لموضـوع
 معين،اوتسليـة الطُّلاب وشغل وقت الفـراغ لديـهم.
وتستخدم الفكاهة في مقدمة الدّرس وأثنائه وختامه
ويعتبر توظيفها في التدريس أحد "فنــون التَّدريس"
ومن أساليب الفكاهة:النكت(غير المخلة أوالجارحة)
ورســـوم الكاريكاتير،أفــلام الكرتـــون المضحكــة،
والأمثـــال والحكم الشعبيـــة الظريــفة،والقصص
 القصيرةالفكاهية ،ولقطات الأفــلام المضحكة...
_________
____
المرجع:معجم المصطلحات التربوية والنَّفسيـــة،عربي-انكليزي-إعــداد:أ.د.حسن شحاته
    ا.د.زينب النجار،الدار المصرية اللبنانية،الطبعة الأولى ،2003.

      

أنــَا الشَّمْسُ.هَيَّا ارسُمني

مجموعة كتب لطيفة ومفيدة تمزج بين الخيال والواقع لتعرف الطِّفل على البيئة من حوله...
___________________

•تطورت وسائل ووسائط تقديم المعرفة للطِّفل،فصارت هناك العديد من المواقع اليوم تخدم ثقافة الطِّفل بطريقة جذابة ونافعة..ولكن الأساس يظل هو (الكلمة المكتوبة)، أناقتها،سلاستها في العرض ،وعمقها وتأثيرها، مؤائمتها مع أمزجةأطفال اليوم الَّتي تتفاعل مع المعلومة الأكثر جذباً.

-من مكتبة الطِّفل اخترت ”مجموعة الكتب“هذه للكاتب والقاص اللِّيبي: ”سالم الأوجلي“ وهي بعنوان:“هيّا ارسمني“ صدرت عن الدّار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.

-تتوجه هذه السِّلسة إلى الأطفال من سن 5 سنوات إلى 8 سنوات، حيث يكون الطِّفل قد خطا خطواته
الأولى في القراءة .

-وتعتمد هذه السِّلسة على عنصر التَّشويق البصري لمخيلة الطِّفل من خلال اللُّوحات المرسُومة لكل
قصة ،الَّتي أبدعها الرَّسام: عليّ شمس الدِّين.

•تنقسم السِّلسلة إلى اثنى عشر جزءاً ،مهمتها الأساسيِّة تعريف

الطِّفل على مكونات البيئة من حوله بطريقة خيالية تبتعد

عن الأسطورية، ويترك الكاتب كل مكوِّن منها يحكي

ويعرف عن نفسه ،والأجزاء هي: -

1- أنا الشَّمس 7- انا الزَّيتونة

2- أنا القمر 8- أنا الخروف

3- أنا الريح 9- أنا الجمل

4- أنا المطر 10- أنا البقرة

5- أنا البحر 11- أنا الحِصان

6- أنا النَّخلة 12- أنا الدَّجاجة

__________________

- سأستعرض وإياكم الكتاب الأوَّل : (أنَا الشَّمْسُ)
•أنَّا الشَّمْسُ،

تًعْرِفُنِي وَتَفْرَحُ بِي














فِي الشِّتاءِ حِينَ أَطْلَعُ

مِنْ بَيْنِ السُّحبِ.

وَتَقُولُ

هَاهِيَ الشَّمْسُ طَلَعَتْ،

هَيَّا نَحْرُجْ نَلْعَبْ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

وَفِي الصَّيْفِ الحَارِّ،

تَلْعَبُ فِي ظِلٍّ عِنْدَ جِدَارِ البَيْتِ وَتَقُولُ:

آخْ! الشَّمْسُ سَاخِنَةٌ

الشَّمْسُ تُحْرْقُ.
_____________

•وَعِنْدَما تَذْهَبُ

إلى البَحْرِ تَرَانِي

فِي آخِر النَّهَارِ عِنْدَ

الغُروبِ لَوْنِي أَحْمَرُ

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ــ

أَنْتَ تَعْجَبُ!

مَابِهَا الشَّمْسُ؟

مَرَّةً دَافِئَةٌ

وَمَرَّةً حَارِقَةٌ

مَرَّةً صَفْرَاءُ

وَمَرَّةً حَمْرَاءُ

مَرَّةً أَقْدِرُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْهَا

وَمَرَّةً لاَ أَقْدِرُ
_______________
•تُرِّيدُ أَنْ تَعْرفَ؟

اسْأَلْ أَلْوَانَكَ

وَكُرَّاسَةَ الرَّسْمِ،

وَحَاوِلْ أَنْ تَرْسُمَنِي

مَرَّةً وَأَنَا حَمْرَاءُ

عِنْدَ الغُرُوبِ،

وَمَرَّةً صَفْرَاءُ

بَيْنَ السُّحَبِ

هَلْ تُحِبُنِي؟

إِذَنْ

هَيَّا ارسُمْنِي.

_____________

- إنَّهــــا مجــمــوعـــــــــــــة جميـــــــــــلة فعــــــــــلاً....



الآ ثــــــار السلبيَّــة لتجربة تمدرس الطِّفل قبل السن القانونيَّـــة





- باختصار أهم نقاط الضرر التي أظنها شخصيّاً متمثلة في هذه التجربة مايلي:






(1) حرمان الطفل من أن يعيش طفولته طولاً وعرضاً،خالية من أي هموم دراسية.
(2)حاجة الطفل لإشباع طفولته باللَّعب.وهو في حد ذاته وسيلة للتعلَّم الحر.
(3) زمالة الطفل فيما بعد لزملاء دراسة يفوقونه سناً،بتفكير أنضج،قد يشوه طفولته.
(4)حنين الطفل فيما بعد لطفولته،وقد ينعكس عليه بردة طفولية في سنوات النضج.
(5) انعدام البيئة المجتمعية التي تحضن هؤلاء الأطفال وتقلص الضرر..
وانعدام البيئة العلمية الحاضنة التي توصله إلى بر الأمان.
____________
ولعلي حدثتكم كفاية في التدوينة السابقة عن (سُكينة)الطِّفلة المتدفقة براءة،المتوقدة ذكاء،
التي اجتازت المرحلة الابتدائية كالصاروخ،واختصرت السنوات في دورات من خلال
نظام يسمى (منزلية التعليم)يحق فيه للطفل التعلم قبل السن القانونية بسنة أو سنتان،
وبقدر ماكانت هذه التجربة ميزة وفرصة للذين لايسمح لهم بالالتحاق بالمدرسة بسبب
نقص يوم/أوشهرفي أعمارهم،فيخسرون سنة دراسية كاملة.بقدر ماخاضها الكثيرون
ممن ينقصون سنة أوسنتان عن عمرهم القانوني ، وغالوا في ذلك بأن خاضوا في
نظام الدورات الشتوية والصيفية، فاختصروا الكثير من الوقت......
وكان اعتقاد الكثيرين بأن هذا مكسب لأطفالهم.ولكن هذه العجلة سببت أضرراً لطفولتهم الغضة.
وقصصت عليكم أيضاً،كيف أنها وصلت لمرحلة الأعدادية وهي مازالت طفلة،وهي المرحلة التي
تتجه فيهاالبنات رويداً رويداً لأن يكن صبايا،وكيف صارت تلبس مثلهن وتسرح شعرها مثلهن،
وتلبس الحقيبة بطريقتهن..وتقهقه بنبرتهن..(وهذا ماحصل لسكينة بالفعل...وهذا ليس هيناً لطفولتها)









الجمعة، 8 يناير 2010

مخاطر تعليم الأطفال قبل الآوان!! تجربة شخصيَّة!

بداءة جاءت(سُكينة)طفلة نديَّـة،فإذا بها تتقمص بعد حين دور الصبيّة.
___________________________________________________________
القصة ومافيها كمايلي:-
كانت طفلة تتدفق براءة،وتتقد ذكاء،يبان ذلك للوهلة الأولى لمن يقابلها في لمعان وشيطنة عينيها،نطقت أسرع من أترابها،ومشت أسرع من أترابها،ودخلت المدرسة قبل موعد أترابها،المحصلة (كبرت قبل أترابها)(وراهقت قبل أترابها)،،كانت طفولتها جميلة فقد شهدت سنوات منها،وعشت معها أروع اللحظات،إلا أنني أعتقد أن طفولتها كانت قصيرة كعمر الورود...

_______________
كانت تحب البحر والمطر،واللعب بطائرتها الورقيَّة في مزرعة جدها الواسعة،وذات يوم رأت خالتها الصغيرة هاجر (رفيقة لعبها)والتي تكبرها بسنتين ونصف تقريباً،ترتدي الزي المدرسي عند منتصف النهار لتودعها وتذهب إلى المدرسة ،ألحت على أمّها لتذهب إلى المدرسة مثل خالتهالصغيرة ،وكانت أمّها تعلم مسبقاً شيوع نظام جدديد في بلدنا يسمى(منزلية التعليم)،وهو نظام يحق فيه التحاق الطفل بالتعليم قبل سنه بسنة أوسنتين شريطة أن يتولى والداه تدريسه بالمنزل،ويتابعانه بنفسيهما،وتحت إشراف مكتب مختص تمتاز اختباراته بالصرامة والدقة،وأن تظل تلك المتابعة من قبل المكتب المختص ومن قبل الوالدين أنفسهم حتى السنة الرابعة الابتدائية،لضمان تأسيس تعليمي جيد للطفل،ثم يحق له بعد ذلك الإنخراط في التعليم النظامي،وله حرية الاختيار في الاستمرار تحت إشراف مكتب منزلية التعليم حتى إتمام الشهادة الإعدادية،ونظراً لانشغال الوالدين،فقد عهدوا بها لي كي أعلمها،ويقومان هما بمراجعة الدروس لها،ومتابعتها في مكتب الإمتحان بالحضور الشخصي الإجباري خمس زيارات في الدورة الواحدة،بمعدل زيارة كل شهر.مع العلم إنه يحق في هذا النظام للتلميذ بأن يدرس دورتين دراسيتين في السنة الواحدة مدة كل دورة خمس شهور،يفصل بينها شهر إجازة فقط في السنة،وتسمى بالدورات الشتوية والصيفية.وهذا ماحدث (لسُكينة)جاءتني وعمرها أربع سنوات ودرست دورتين دراسيتين كل سنة،فصارت تسبق أقرانها بأربع سنوات دراسية تقريباً،كان ذلك محط زهو الأهل وفخرهم..


ولم تبرزالسلبيات إلا بعد انتقالها للتعليم الحكومي النظامي
_____________________
- أمّا عن الآثار السَّلبيّة التي عانت منها (سكينة)،فهي لاتتمثل في نظري في تلك الآثار 
التي  حذر منها خبراء التّربية والتعليم عند إخراط الطفل في التعليم قبل السن القانونية (والمحددة في بلدنا ب(6سنوات)
يجب أن لاتنقص يوماً واحداً)،كتعثره في القراءة والكتابة،أوصعوبات في مسك القلم وحركة اليد المرهقة بفعل عدم
بلوغ الأعصاب الحركية لليد نموها الكامل،
فالشهادة لله نها كانت (شعلة ذكاء وحيوية)،لم أعش معها تلك الصعوبات،بل أنهاكانت تسبق أقرانها بأميال،
وتسبق معظم الأطفال الذين يكبرونها بسنوات والذي جمعهم معها نفس الفصل
وأما الذين يتفوقون عليها من الأطفال الذين يكبرونها فكانوافقط(اثنان أوثلاث)،بل أكثر من ذلك أن هؤلاء الاثنان أوالثلاث،لايبدون أنهم متفوقون عليها ظاهرياً،فعندما يأتي (الموجه التربوي)تبرز سكينة بسرعة بدهيتها،وحصافتها،تشد الانتباه،وتحصد أكثر من غيرها عبارات الثناء،ولكن...ذلك الفرق يظهر لي أنا وحدي بحكم عشرتي لها ،ومتابعتي اليومية لها،كنت أجد المتفوقين ممن هم أكبر منها سناًيفوقونها في دقة حل المسائل الرياضية،والإملاء،وكذلك مللها من كتابة الواجب في أحايين كثيرة،رغم جمال خطِّها،ودقة رسمها للحروف.


- درستها أربع دورات دراسيّة،ابتداء من الدورة الخاصة بنيل شهادة الصف الأوّل الابتدائي
حتى الدورة الرابعة للصف الرابع الابتدائي،وتم ذلك خلال سنتين فقط،مع اعتبارأنها دخلت
قبل سنها بسنتين كاملتين،فأنها كسبت من الوقت أربع سنوات كاملة.(ثمّ غادرتني إلى التعليم النظامي).
بعد سنتين تقريباً،بينما كنت استقل االسيارة صباحاً إلى المدرسة،قابلت سكينة تسيرإلى مدرستها على الأقدام،وراعني مارأيت،تلك الطفلة القصيرة القامة،تسير برفقة صبايا الأعداديةاللأتي تبدين أطول قامة منها بشكل ملحوظ،وضربت على رأسي فقد نسيت أنها بلغت الإعدادية بسرعة..وتحاكيهن في مشيتهن،وفي ضحكاتهن،وفي طريقة تسريحهن لشعرهن،ولم تعد تلك الصغيرة تلبس حقيبتها على ظهرها كما يفعل تلاميذ الابتدائية الذين من المفترض أن تكون زميلتهم في الصف الثاني الابتدائي في هكذا وقت،صارت تلبسها بأناقة على الكتف،صارت صبية قبل الآوان،وتعرفت على حياة المراهقين قبل أن تصير مراهقة.


عندها تذكرت طفولتها العذبة التي عشتها معها في الفصل الدراسي،وتذكرت صورتهاالبريئة على غلاف مجلة المدرسة..وفتحت عيني على نواح وجوانب قد نغفل عنها نحن المعلمون أيضاً،ولانستدركها إلا بالتجربة.


خاصة إذا وضعنا بالحسبان أن مجتمعاتنا لاتنمو فيها بيئات علميّة تساعد هكذا حالة على تجاوز سلبيات


التجربة. (وللحديث بقية في مقالة اخرى سأضمنها المزيد من الصورالتي تخص هذه الحالة)وستكون


تحت عنوان:(سكينة..طفلة كبرت قبل الآوان) وذلك على الرابط التالي:
اضغط  هنــــا وأطلع على المقال في الموقع الذي أحرر به



"وهذه إضافة هامة شاركني بها الأستاذ"عادل محمود" فيما يخص هذا الموضوع

أدرجها هنا بالنّص دون تغيير أوتوظيب:




عادل محمود/كاتب
Cairo /القاهرة
درس للكبـــار ...


تقدم السيدة سمار تجربة حقيقية – في مجال عملها - وكانت شاهدة لها بل وأحد أطرافها في التجربة المروية. وهي من خلال
 تلك التجربة وبحس وفهم الإنسان السوي تطرح تساؤلاً هاماً قد تفيد الإجابة عليه القائمين بوضع سياسة "تعليم الصغار" .
وأضم صوتي لصوت كاتبة المقال بأن الخسائر ستكون أفدح في حالة إرغام الأطفال علي التعلم قبل سن الست سنوات. بل علي العكس فأنني دائماً أطالب بمنح الأطفال حقهم في التعبير والتمتع بسنوات طفولتهم بعد التحاقهم بالمدارس في سن السادسة.

مالذي سيكسبه الفرد إذا خسر طفولته ؟!! مالذي سيكسبه إذا كبر قبل الأوان و"شاخ" قبل الأوان وظل دائماً علي خلاف - كالنغمة النشاز- مع أقرانه والسبب أنه أرغم علي التعلم قبل الأوان أيضاً. ما يهمني في القصة الحقيقية للسيدة سمار هو رغبة الكبار " الأهل والمعلم والمدرسة " في تشكيل وتطويع تلك العجينة اللينة "الأطفال" وفق هواهم ووفق السائد من نمط للتربية والابتعاد كلية عن التعامل معهم باعتبارهم أطفالاً لهم الحق في التمتع بطفولتهم واكتشاف ما يدور حولهم بطريقتهم وبشكل حقيقي لا زيف فيه ولا خداع.

وحين يكبر الطفل، يكون وعيه قد تشكل وكبر معه، وثقته بنفسه قد ازدادت ونضجت، وفهمه الصحيح والسليم - وليس فهم الكبار وكما يريدون له - قد تحدد. والأهم انه لن يفقد – رغم كل ذلك - تلك البذرة الطيبة، التي أودعها الله بداخله منذ طفولته، وأعني بذرة الحرية .

هناك الكثير من الدول فطنت لذلك فأعطت حقوقا لأطفالها مكتوبة ومدعومة بقوة القانون. ولأن المجتمع هناك اَمن بذلك عن وعي وثقافة وفهم، فستجد أن حقوق الأطفال في ازدياد مستمر. ولن يجرؤ أحد – هناك - علي تلويث شخصية الطفل، ولا تشكيلها كما يريد أو كما يتمني. زرت أحد تلك الدول وسميتها بدولة الأطفال.!!! . وهذا أحد الفوارق بيننا وبينهم .
وبالفعل لن يفيدنا – هنا - الابتسامات الصفراء، ولا الضحك من تحت الضرس، ولا الأحجبة التي نضعها حول أعناق الأطفال في إخفاء كذبنا المستمر، وخداعنا الدائم لهم. سيأتي يوم يدرك فيه الطفل أن شخصيته قد تشكلت بشكل خاطئ، وأن والديه ومعلمه قد ساهموا لحد بعيد في مسخ شخصيته. وأنهم قد تآمروا عليه مع الباقين ليشكلوا شخصيات هزيلة ومريضة ومشوشة لأطفالهم.



المجتمع - ولأسباب كثيرة - بارع في جهله وغبائه وتشدده الأحمق في حقن الأطفال بثقافة العيب والحرام والخوف الذي يصل لحد زرع الرعب والهلع - من الله - في قلوب الأطفال الصغيرة والخضراء. حتى أنهم يتفننون في قصص وروايات الجحيم والعذاب الذي يجهزه الله لهم، وبما يضمره من عذاب لهم حتى أنه يتتبع خطاهم بالعذاب والغضب في الدنيا، وحتى عند الموت في القبر، ثم في الآخرة بنار لا تشبع وتطلب المزيد.



سيأتي يوم للطفل، لكنه سيكون متأخرا، وسيكون قد خسر الكثير أيضا، بعدما يفقد الكثير من حريته، وإدراكه السوي، لكنه سيأتي. وسيتوجب عليه البدء من جديد في فهم الكون، وقبول الآخرين من (الناس) علي مختلف دياناتهم وأفكارهم والتعامل معهم. وفهم وإدراك العلاقة السوية وليست المريضة مع الله الرحمن الرحيم السلام اللطيف الحليم التواب النور الرؤوف الكريم العفو الهادي البديع الغفور، الجميل المحب للجمال.

اتركوا الأطفال يعيشون طفولتهم ويتمتعون بها. اتركوهم يغنون ويمرحون ويلعبون. واسمعوهم بفهم

وبقلوب سليمة.
اضغــط هنـــا وأطلع على مقالي المشترك مع الدكتور:عـــادل محمود من القاهــــرة














اغمـــض عيـــنـــيــك وَتَـــخَيَّــــــل...

(قاعدة في الاستبصار،أُبسطُها لمعلِّم السَّنة الأوَّلى الابتدائية)
 
- تناهى على طرف أذني كثيراً العبارة التَّاليَّة:


"أكبــر ملل في الحيــاة" ،من تلاميذ صغارٍ صراحةً متأففين من أسلوب المعلِّم في التدريس،ومن طرائقه المغلوطة، ومن الوقت المستغرق في الدَّرس.


وآخرون - لابــد- كانوا يغمغمون بها،كما يزفر بها في صدورهم آخرون...
- وعندما تسألت في داخلي عن سبب الملل الذي ينتاب أطفال اليوم سريعاً من ساعات الدّرس،عللت السبب


إلى رتابة العمليَّة التَّعليمية برمتها،ابتداءً بالمناهج،ومروراً بأساليب المعلمين،وانتهاء بالطُّرق المستخدمة في


التَّدريس،فكلها مجتمعة بالاضافة لعوامل أخرى لم تعد تمثل (عامل جذب للطفل)،كما تستغرق من الوقت


الكثير ممالايحبذه أجيال اليوم،التي تبحث عن التعلم السريع،والثمرة المرجوة،في أقصر وقت ممكن.


- ولعل-من واجبي-أن أُذكر معلّم الصّف الدراسيّ الأوَّل،ومعلمي المرحلةالأساسيَّة الأولى عموماً،


بقاعدة رصيــنة يدرب بها الطِّفل على تعلم الهجاء دون أن يحسّ الطِّفل بالرتابة والكأبة والملل،


وفي نفس الوقت يجني المعلّم القطاف،بنجاحه في تعليم الطفل الهجاء الذي هو من أساسيات الكتابة


الَّتي هي مفتاح التعبيروالتفكير والاتصال.




- بادئ ذو بدء ليتذكر المعلّم ان الهجاء يُستخدم عادة في الكتابة،لافي التحدث،فالحروف هي أصوات اللُّغة،


والقراءة الجهريةتجعل الطِّفل يركز على صوت الكلمة،وصوت كل حرف فيها،أمّا الكتابة فيكون التركيز


على صورة الكلمة وشكلها،فالطِّفل عادة يرسم للكلمة (صــورة بصريـــة) في عقله قبل كتابتها،وعلى


ذلك: - فتدريب الطفل على مهارة دراسة الكلمة ثمّ كتابتها ألخصها في النقاط الآتية:


- أوَّلاً: إلقي الكتاب المدرسي في سلة المهملات أيُها المعلم، فالابتعاد عن المفردات الركيكة أنجع وسيلةلتعلم الهجاءالصحيح.

- ثانياً:استعن بقصة مصورة مما يحبذ الطفل ويبتهج لقراءتها والإطلاع عليها.


- ثالثاً: حث الطّفل على ملاحظة الكلمة والتركيز على مكوناتها،ثُمَّ نطقها.


- رابعاً: إغماض الطِّفل عينيـــه ،والتّفكير كيف تبدو الكلمة، يعني:


( رســــم صـــورة عقليـــَّة لها)


- خامساً: النَّظر إلى الكلمة مرة ثانيَّة،ومراجعة تهجيتها مع نفسه.


- سادساً: كتابة الكلمة من الذَّاكرة ،مع استمرار التفكير في شكلها.


- سابعاً:مراجعة هجاء الكلمة بعد كتابتها.


- ثامناً: كتابة الكلمة ثانيَّة بطريـــقة صحيـــحة.


- ويُلاحظ أن: (دراسة الكلمة هنا) تشمل: (النَّظر إلى الكلِّمة) ،و (رسم صورة بصرية عقلية لها)،و


( مراجعتها في شكلها المطلوب).


- مع التنبه من طرف المعلم أن لاتزيد عدد الكلمات المُدرب عليها خمس كلمات في الدرس خلال


اليوم الواحد،حتى لايصاب الطفل بالممل،ويصير الوقت المستغرق مجرد وقت مهدور.


____


- وكذلك التنبه عند دراسة قواعد الكتابة(الهجاء) للكلمات الصعبة:كالهمزات،وغيرها،ثم محاولة


تطبيق هذه القواعد؛فسوف يخطئ الطفل في محاولتين على الأقل من أصل ثلاث محاولات،


كما أكدت الدراسات الحديثة الَّتي أُجريت في هذا المجال.
____


- وأيضاً لكي يستطيع المعلم تشخيص (أنواع المشكلات)التي يقع فيها الطفل،فمن المهم أن يحدد


(أنماط الأخطاء) الَّتي يقع فيها الطفل.ولوتم تحليل أخطاء الطفل،لأمكن معالجة الأخطاء الشَّائعة


التي يقع فيها بسهولة أكثر....







كيــــف تتعامل مع هؤلاء الأطـــفـــال؟!!!

*الطِّفلُ السُّلحفاة     *الطّفلُ ذو الذَّاكرة المثقوبة 
                * الطّفل المُجنح


من واقع خبرتي العمليّة ؛خلال سنوات تدريسي لأطفال السّنة الأولى الابتدائية تعرضت لأمثلة ونماذج
من شخصيات الأطفال المربكة في التّعامل معهافي الدّارة الدّراسيّة؛ويحير أكثر المعلّم المبتدئ في
 تفهمها والتّعامل معها..وإليك بعضها.
________________
العـــرض:-
*الطِّفلُ السُّلحفاة:-
ــ طفل متقوقع على نفسه داخل صدفة سميكة..لايحب أن يظهرأفكاره وأحاسيسه،عاجز عن

 إخراج قدراته الذَّاتية،لذايصعب على المعلم أن يقيس درجة تحصيله المدرسي..

رغم أنه من المحتمل جداً أن يكون هذا لطّفل ذكياً،سريع الاستيعاب..ولكنه

 "ملجوم"،لايقول ولايتكلم ولاينبس ببنت شفة.


ــ أمّا سبب تقوقعه حسب تحليلي،فإنه يرجع إلى بيئة النَّشأة ولاشك..

كبت نفسي،أواجتماعي،أوأسري،أوضيق مساحة التّعارف الاجتماعي

 للأسرة وضعف تفاعلها مع المحيط.


ــ علاج هذه الحالة من أصعب العلاجات؛ولكن بالصبر قد تحقق الكثير أيُها المعلّم.....


بــــداءة،عزز ثقته بنفسه،وحمس إرادته ،وابنِ جسور من الثقة معه..قل له:أنّه يجب أن يتكلم..


أن ينطق..وإن صوته جميل..وإجابته قد تكون صائبة فلايتردد..وفرضاً حتى لوكانت خاطئة


فكلنا خطاءون،والخطأ ليس عيباً يستوجب العقاب دائماً..(حفزه بجائزة صغيرة)،وأغرقه بالإطراء


شفوياً وأمام زملائه،لمجرد كتابته واهتمامه بالواجب المنزلي،فهو يحب نشوة الانتصار.


كما اغرقه بالمدح في الكراس عند أداءه الجيد؛حتى يطلع والداه عليه..لأنه يحب مشاهدة والديه


لإطراء معلمه له بالمدرسة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الطِّفلُ ذو الذَّاكرة المثقوبة:


ــ هو تلميذٌ تصب له المعلومات في هذه الأذن فتنهمر تلقائياً من الأذن الثَّانية..


ستتعب كثيراً..وستعيد الدّرس مراراً وتكراراً..دون جدوى.. لاشئ سوى البياض


كأن خزان ذاكرته مثقوباً،لايتمكن من خزن المعلومات الواردة إليه من حروف وأرقام.


ــ ولكي تتأكد عزيزي المعلم أن العيب فيه وليس في طريقة تدريسك..قس درجة تحصيل باقي زملائه


فإذا وجدت معظمهم ممتازون،والبقية وصلوا لدرجة مرضية من الاستيعاب..فإن العلة تكمن في هذا


التلميذ ذاته،وهذه الحالة كثيراً مايكون سببها عقلياً،إدراكياً،أوترجع إلى انخفاض الذكاء الوراثي..


وفي حالات نادرة يكون السبب نفسياً،مهما كانت الأسباب يجب التعامل معه بصبر..إياك أن تقول له:


"أنت غبي"لأن تلك العبارة تجرحه،وتزيد الطّين بلة.لاتحاول أن تحقره أمام زملائه بتاتاً،استدعي كل خبراتك التربوية،وتحلى بكل حكمتك الإنسانية،واستجمع أنفاسك..ولاتزفر أمامه بقوة أو أن تقووول له"أووووف"


خاطبه برفق وقوة وقل له "يجب أن تفهم..يجب أن تتعلم ..أنت اليوم أفضل من الأمس"حتى لو لم يحرز أي تقدم.


"وأشك أن يحرزه"وإذا نفذت جميع الحلول،واستعصى الحل يستحسن أن تطلب من والديه اتخاذ سبل المعالجة الطبية لدى الطبيب المختص..وأن يعلم حرفة منذ الصغربشكل أساسي حتى لواستمر في المداومة في الدرس.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الطفل المجنــــح:


ــ طفلٌ يشاغب ليتمرد على المدرسة..يستهويه أن يثور على سلطة المعلِّم؛

وعلى سلطة الإدارة المدرسيَّة.يرجو من أفعاله هذه أن يتحرر من واقعٍ

 يبدو أنه لايقنعه،مخترقاً الحواجز.


هذا الطفل ذو طبيعة ثائرة،يقفز وينط،ويحرك يديه في الفراغ هنا وهناك،

كأنه يحاول أن يلكم شيئاً ما؛ويحدث أصواتاً وجلبة،ويتكلم كثيراً،

قد يقاطعك وأنت منهمك في شرح نقطة مهمة،فيقطع حبل تواصل التلاميذ معك،


هذا الطفل قد يعاني أحد الامرين:أما قمعاً منزلياً،فلايستمع أحد لرغباته وأفكاره وتعابيره.

أوأنه يعاني تسيباً وانفلاتاً،وعدم توضيح الفواصل والحدود بين المسؤؤلية والهرج

التي يجب أن لايفرط في تخطيها.


ــ كيفية التّعامل معه:أمسكه من ذراعه بحزم ومحبة،وقل له:

"أنا أعرف أنك أفضل تلميذ على الأرض،ولكي تصبح أفضل تلميذ

على مستوى الكواكب الأخرى ..يجب أن تتوقف عن المشاغبة ساعة الدرس"



(قلها له بروح الفكاهة)وأكمل:"لأباس ببعض المشاغبة في الفسحة..مارأيك..حسناً"


ــ وأعدك وأنا متفائل أيها المعلم في هكذا حالة أن هذا المجنح سيحط على الأرض!!.



الأربعاء، 6 يناير 2010

عشر خبرات ذهبيَّة لمعلِّم السَّنة الأولى الابتدائيَّة

 نصائح من واقع خبرة ذاتيَّةمعاشة لأكثر من عشر سنوات تدريس لأطفال الصَّف الأوَّل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عايشت من خلال تدريسي تلاميذ الصف الأوّل الابتدائي الكثير من المواقف الصعبة والمحيرة،
بادئ ذي بدء كانت تعتريني احباطات ،فترتخي عجلاتي،ولكن بعد شهور من الممارسة والاجتهاد حققت نجاحات مازلت أفخر بها،
كمايفخر بهاأهالي بلدتي في تعليم أطفالهم،والرفع من درجات تحصيلهم.
________________

ممالاشك فيه أن أساسيات التعليم والتّربيّة لايمكن أن تختلف من جيل إلى آخركما يظن البعض،

لأن القواعد التربوية العامة لاتتأثر بالزمن،ولكن...أسلوب المعلمين في التّعامل مع الاطفال

يمكن أن يختلف من جيل إلى آخر..
وهذه عشر نصائح مختبرة جديدة أقدمها لمعلِّم الصّف الاوّل الابتدائي تحديداً..

لما لهذه المرحلة الحساسة من تأثير عظيم على شخصيّةالتِّلميذ الصّغير طيلة حياته الدراسية،

وطيلة عمره خارج المدرسة.

*الأولى:استثمار الخيال:-


لابد أن يتنبه معلّم الصّف الأوّل الابتدائي ومن الوهلة الأولى إلى أن الطفل الذي يأتيه

 في يومه الدّراسيّ الأوّل مبهماً،هوآدمي ذو خبرات طفولية سابقة،ومحمل بخيال خصب جداً،

من اللازم تكييف ذلك الخيال واستثماره في العملية التعليمية،لأن الخيال الطفولي يكون طرياً،

مصبوغاً بروح الدّهشة...وعلى ذلك المعلم ان يعي أنه بناء على ذلك في الصغر يمكن

ان تتشكل المواهب،وتتوجه الإبداعات في المجالات المختلفة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الثانية:لابأس بالفوضى:-


اسمح بفسحة من الفوضى احياناً لفترة زمنية قصيرة،تكون بمثابة راحة وتنفيس من الدّرس..

ولكن...لاتفرط في ذلك أيها المعلم ..وعليك ان تحزم أمورك باكراً.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الثالثة/اغدق حباً:-


قل لتلاميذك الصّغار أنك تحبهم..وجه لهم هذه الرّسالة يوميَّا،ستتلمس رغبتهم الجامحة

 في تلقي المعلومة منك..وتشربها بسهولة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الرابعة/اقضِ وقتاً:


ووقتاً أطـــول مع التّلاميذ حتى ولوكان ذلك بعد انتهاء الدَّوام الدِّراسي..

(الوقت الإضافي لايجب أبداً استغلاله بالدرس،أوتعقب نقاط ضعفهم في الدرس،

أرمي كل ذلك جانباً،واستغله في توطيد العلاقة الإنسانية معهم)


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*الخامسة/كن مـــرحاً أحياناً:


لابأس ببعض المرح وإلقاء النُّكات والخروج عن الصّرامة والجديَّة.(أحياناً).


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*السّادسة/مارس سلطتك:


وكن حازماً في كثير من الأوقات،لان الطفل فوضوي بطبيعته،والتهاون

 في ممارسة سلطتك يمكن أن يضيع وقت الدرس في متاهات الأطفال التي لاتنتهي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*السّابعة/ دعك المــخ:


ستفغر فاهك!! وتقول من المستحيل فعل ذلك..ولكن..أن مجازاً أحثك على ذلك...


وأقصد به استثارة المخ..بكل وسائل الاستجابة الشّرطيّة والنَّفسيّة.


,ومن خلال التعلم بالمشاركة،والتعلم باللّعب ،مع تقدير درجة المشاركة طبقاً للسن.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الثّامنة/ شكوك..شكوك:


لاتطمئن عزيزي المعلم لفهم تلاميذ الصّف بالكامل بمجرد إيماءة من رؤوسهم،

مهما قدمت من جهد..فأنت لايمكنك ان تحيط بكل مايدور في جميع تلك الرؤوس الصغيرة

 لحظة بلحظة في ساعة الدرس،فمعظمها شرد شرقا/غرباً،وانت في قمة أدائك أمامهم،

مهما كررت وأعدت ..اسمح للشكوك دائماً أن تساورك،لأنّ الثِّقة العمياء بفهم التلاميذ ،

قد تعقبها ثقوب غير مرئية..تظهر ساعة الفحص والامتحان فقط..فتشدأنت لحظتها شعر

 رأسك غيظاً وندماً.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*التّاسعة:تكرار مثيــــر:


أنا معك أن التّكرار له نتائج سلبية على التلميذ المتفوق ذو الاستيعاب الفائق السرع

 والذي يضمه مع تلميذأقل ذكاء وتحصيلاً نفس الدارة الدراسية،يشعره بالملل والزهق،

لأنه يحب أن يتلقى معلومات متجددة دائماً ولكن..إزاء مراعاة تلميذ أقل استيعاباً

وتقليص الضرر..لابد من التكرار..(اجعله مثيراً)..مع التلاعب بالألفاظوالحركات

 بطريقة جديدة ومشوقة..يجد فيها الأول بعض العزاء ،والثاني:الفائدة المؤكدة.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


*العاشرة:ابنِ الشّخصيّة:


وادعم الكرامة الإنسانيّة لدى هذا المخلوق الصغير،وأجعله

 يفتحر بذاته وبقيمته الذاتيّة،وهويته الوطنية والدينية


ولايغرنك ضألة حجمه..أنه يحس..يحس..ويشعر.